الأربعاء، 8 أبريل 2015

نواز نزار... رجل أبدله الله البصر بالبصيرة فرأى العالم بعين القلب

   ومن منن الله على عباده أن يبتليهم بما نراه محنة، وهي في الحقيقة نعمة لا ندرك كنهها، إنها أمور تدعو للعجب والدهشة، وهذه الشخصية التي نحن بصددها من هؤلاء...  الدكتور نواز نزار  فرحنا بازدهاره وحزننا على أفوله..... استطاع الدكتور بعمره الحافل بالحركات الأكاديمية أن يكتب المؤلفات والمقالات بل صار أستاذا مساعدا في جامعة دلهي الشهيرة، وهو أعمى لا يعرف الحروف إلا بوصفها إحساسا نابعا من اللمس على الصفحات المحفورة.
وقبل أن وافته المنية بيومين تعرض الدكتور نواز نزار لجلطة رأسية أعادته إلى السرير الأبيض من جديد، وشعرنا بالتقصير لأننا في دلهي، تبعد عن كيرالا بمسافة يومين بالقطار، ولم يكن من مقدورنا القيام بواجب الزيارة، فكتبنا على صفحات فيسبوك داعين له بالشفاء ومتمنين له السلامة والعافية، إلا أن إرادة الله شاءت أن يكون الأمر عكس ما تمنينا ...
ويذكر سعيد علوي الهدوي/ الباحث في جامعة جواهرلال نهرو ــ نيودلهي، عن  شفافية هذا الرجل العظيم، وكان يتساءل عن كل أموره ويصف لزوجة الهدوى الأدوية والعقاقير التي تشربها الحامل، والعناية التي توفر لها في مدة الحمل... ولكن هذا الأخ الكريم لم يبال بأمراضه ولم يعط لنفسه الحقوق الواجبة عليه.
 والذي نلمس في هذه الشخصية الفريدة تلك العبر والدروس، ومن أهمها الاستماتة للحصول على الدراسات الأكاديمية، ولم تعرقل الإعاقة الجسمية سبل التقدم والنجاح بل تمنينا كثيرا لو كنا ذلك الأعمى الذي يتمتع بتلك المؤهلات الأكاديمية العليا. 

0 comments:

إرسال تعليق