ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

هي التي زملت الدين الإلهي



بقلم محمد علي الوافي/ باحث مركز الدراسات العربية و الإفريقية
 جامعة جوهرلال نهرو ــ نيودلهي

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الصلوة والسلام على أشرف المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، وبعد
هذه السيرة سيرة امرأة زمّلت الدين الإلهي ودثّرته حينما يحتاج الدين إلى مزمل ومدثر، كانت هي عون ومعين في نشأة هذا الدين ورعايته. خديجة بنت خويلد بن أسد العزى، اختارتها المشيئة الإلهية لتكون أول مربية للأمة وراعيتها، تتلقى في جدهما عبد مناف. وكان أبوها خويلد إليه ينتهي الفضل والكرم والسيادة بين قومه وعشيرته كما هي سيرة الكرماء في قومهم وعشيرتهم، يطيعونه ويهابونه ويحترمون رأيه ويقدرونه. والتاريخ الجاهلي يوضح ويعطي لنا صورة شجاعته، فذلك حينما أراد ملك اليمن أن يحمل معه الحجر الأسود إلى حيث يريد، ولكن هذا الرجل الوحيد منعه وصان الحجر من أياد الأجنبيين.
وبعد هذه الواقعة الشهيرة، خطب خوليد فاطمة التي ولدت له فلذة كبده خديجة رضي الله عنها، وكانت نشأتها في بيت طيب طاهر تحت رعاية الأبوين الطيبين الطاهرين. وورثت خديجة رضي الله عنها الجمال والرونق من أمها والخير والإحسان من أبيها والشجاعة والحرمة من بيتها والحكمة والعلم من ابن عمها ورقة بن نوفل.
وكانت حياتها في بيت واسع الثراء ملتزم الأخلاق الفاضلة الطيبة، ومعروف بالتدين والبعد عن الانغماس في الملاهي. وكيف تنغمس خديجة في الملاهي لأنها تحت رعاية ربها سبحانه وتعالى لأنها خلقت من أجل أن تكون سيدة نساء العالم وأما للمؤمنين مادام يحتاج المؤمنون إلى أمهم وراعيتهم.
ولقد تقدم إلى خديجة رضي الله عنها الفتاة اليافعة في عمرها بعد بلوغها العاشرة، عتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي، ورزق لهما في هذا الزواج عبد الله، ثم مات زوجها الحنون عليها، فلم تستمر حياة خديجة رضي الله عنها بدون زواج مدة طويلة، فقد جاء إليها يخطبها هند بن زرارة بن البناش التميمي المعروف بأبي هالة، وولدت له هند وحارثة وزينب. ثما مات زوجها الثاني، فحزنت السيدة على فقيدها ووالد أبنائها.
وانتقل أبوهالة، زوجها الثاني، إلى الدار الآخرة بعد أن ترك لزوجته الوفية مالا وافرا وثروة عريضة وتجارة واسعة. فقامت على إدارتها وتوجيهها، ثم أدت السيدة خديجة رضي الله عنها دورها في الحقل التاجاري، واستطاعت أن تؤسس في مكة بيتا تجاريا ضخما، أصبح هذا البيت فيما بعد علَمًا عليها تعرف به. ولكن شهرتها لم تقف عند حدود المال والجمال، بل تحددت ذلك إلى سيرتها التي كانت نبراسا لكل فتاة تريد السمو والعلو في حياتها الشخصية، لأن السيدة خديجة رضي الله عنها هي التي عرّفتْها الجاهلية ـــــ الطاهرة ــــ لطهارة قلبها وطيب خلقها.
ومن ميدان تجارتها عرفت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، الذي سماه قريش ـــ أمينا ـــ لأمانته وصدق قوله. ورأت السيد خديجة رضي الله عنها في صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته وكيلا لتجارتها وشريكا لحياتها. وإضافة إلى ذلك أنها لما رأت البضائع والربح قد كثرت وقول ميسرة خادمها عن أخلاق النبي الفاضلة والحوادث العجيبة قد صُدّقتْ، ترغبت السيدة منه الزواج لأنه يمتلك تلك الصفات التي ضيعها شبان قومها وعصرها. قدّر الله ذلك الاتقاء في تقديره حتى مضت الأيام وهي زفت إلى الحجر النبوي الشريف، وبعد مرور سنوات أنجبت السيدة خديجة رضي الله عنها رياحين قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فهم ستة، أربة إناث وإثنان ذكورا. 
كانت هي أول من آمن من النساء، بل أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بالإطلاق، وكانت رضي الله عنها أول من استمع إلى الوحي الإلهي، وكانت بيتها أول مكان في وجه الأرض تليت فيه آيات الرحمن بل هي التي أول من تلت القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وهي التي شدّت إزارها لتقوية هذا الدين وتعزيزه. وهي ممرضة الدين الأولى لأنها طعمت الدين الإلهي في طفولته حينما يكاد يخور قواه.
تلقت خديجة رضي الله عنها في ميادين الوحي ما لم تتلقى واحدة من أزواجه صلى الله عليه سلم، امتدت يد قريش إلى تجارتها حيث قطعوا سبل تجارتها حتى اضمحلت ثروتها لأجل إيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن صبرت على كل هذا صبر من علم أن المال ظل زائل يتزايل من هنا وهناك.
ولم تفلح قريش أمام قوتها وعزمها حتى لجؤوا إلى المقاطعة إلى شعب أبي طالب، والتاريخ قد دهش في أيام المقاطعة من سخائها وطول يدها، لأنها أدت دورها حيث أنفقت على المسلمين من مالها وثروتها إنفاق من لا يخاف فقرا ولا شحا.
وبعد هذه المقاطعة بعام، أصيب النبي صلى الله عليه وسلم بمصيبتين جللين، جعلاه يسمي ذلك العام ــ عام الحزن. لأن سنوات المقاطعة والحصار أوهنتها وخطفت قواها حتى سقطت مريضة على الفراش. أحس النبي صلى الله عليه وسلم بالحزن والأسى، وأحاط هو وبناته على فراش زوجته، وهن يبكين أغلى الأمتهات وأكرم المجاهدات. يكلمها النبي صلى الله عليه وسلم أواخر الكلمات حيث قال: ما أمرّ الفراق يا خديجة، يكون اللقاء في الجنة في قصرك يا خديجة الذي أعد الله لك في لؤلؤ مضيء، فتجيبه زوجته الوفية الصديقة مع آخر نسمة من نسمات الحياة.... عاشت رضي الله عنها في حجر الوحي ثمانية وعشرين عاما

حينما تسقط ورقة [1]





بقلم محمد علي الوافي/ باحث: مركز الدراسات العربية والإفريقية ــ جامعة جوهرلال نهرو بنيودلهي





خلق منها ماءها ومرعاها
ثم استوى على العرش
يوحي المحبة إلى ذي رطب
إلى الورود.... إلى الياسمين...
إلى حفيف أجنحة الطيور
إلى أعماق البحر يشتاق إلى الشاطئ
الشجرة تأخذ من ورقتها رسالة....
الحب... من المرسل إليه المحبوب؟
أرسلت الشجرة رسالتها محمرة بدماء قلبها ...
مصفرة بصفاء وجدانها...
إلى المحبوب....؟
حان الزفاف
أذن الإله للزواج....
ودعتها أهلها بماء مقلتيها....
دنت سيارة سليمان...
حيية.... متمايلة... بل متشوقة... ملتفتة إلى هنا وهنا...
آخذة بيد النسيم الملساء..
إلى خدر عريسها...
أعطت وجنتيها إلى لثام المحبوب....
تقبيل.... ساخن، حارّ...!
والمحب يرى من عرشه... سبحانه
المحبة الفطرية



[1]  وما تسقط من ورقة إلا يعلمها... الآية 59 سورة أنعام

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

تأثر الأدباء العرب بالأدب الغربي وتأسيسهم المدارس الأدبية العربية الحديثة

محمد شافع الوافي
بقلم محمد شافع الوافي 
 باحث في مركز الدراسة العربية والإفريقية ـ جامعة جوهرلال نهرو

             يهمني في هذه المحاولة المتواضعة الكلام حول "تأثر الأدباء العرب بالأدب الغربي وتأسيسهم المدارس الأدبية العربية الحديثة" ومثل هذا التأثر الأدبي بين أدبين عالميين ليس بأمر نادر في مستوى العالم الأدبي ولا يحدث ذلك بوحدته يعني لا يحدث حدوثا مستقلا بل هو قد يكون تابعا للتأثرات الأخرى وقد يكون مسببا اياها فكثيرا ما يكون هو سببا أساسيا في إشعال فتيلة الثورات والنهضات العالمية وفي أحيان كثيرة توجد آثار الثورة والنهضات الملتهبة تؤثر في مستوى العالم الثقافي.
              وقد تجاوز الأدب العربي مراحل مختلفة في رحلته الطويلة بادئا بالعصر الجاهلي ومتجولا في العصر الاسلامي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر التركي وغيرها ثم وصل الى مرحلته الهامة في العصر الحديث. اما التغيرات التي تعرض لها  الأدب العربي الحديث فكانت تحدث ببطئ وتأن فلا نجدها الا مبعثرة في زواياه واحدة واحدة. وكانت هذه العملية - عملية التغير والتغيير - تجري في رعاية عدة من المدارس الأدبية. أحب هنا تناول بعضها المهم بالإيجاز وهي مدرسة المحافظين ومدرسة الديوان ومدرسة المهجر وجماعة أبولو ومدرسة الشعر الحر.

مدرسة المحافظين:-
               حاولت هذه المدرسة أن تقف بمثابة الإلتفات إلى حرَكة البَعث والاحياء والتجديد في مستوى الشعر العربي والإعراض عن التقليد والتصنيع واللعب بالمحسنات بدون أي طائلة تحته. ومن أبرز روادها أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وأحمد محرم ومعروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي وعبد المحسن الكاظمي ومحمد عبد المطلب وعلي الغاياتي. أما تسميتهم بالمحافظين فهي لأجل استطاعتهم أن يحافظوا على المقومات الصياغية وعلى الشكل الهيكلي للقصيدة الشعرية كما كان هي في عصور ازدهار الشعر العربي واشراقه وعلى الروح العربي المتميز بتراثه الفني الحضاري. ولعل هذا التمسك ترك هذه المدرسة بدون قوانين أساسية وقواعد مستقلة يراعيها ويتقلدها الأجيال الجدد من الأدباء. ونتذكر هنا شاعر النيل شاعر العربية الذي بكى في أمر اللغة العربية هو شاعرنا حافظ ابراهيم. وقد نال هذا الشاعر شعبية واسعة لنشأته في داخل المجتمع واحساسه بمعاناتهم  ومكابداتهم ثم لتعبيره عن هموم الطبقات السفلى في أشعاره. وقد أتى الشاعر جميل صدقي الزهاوي بشيء جديد هو التمرد الميتافيزيقي كما يمثله ديوانه "النزغات".
وقد اتسمت هذه المدرسة بروح التجديد الناشئ من خلال التحسين في صياغة القصيدة والتزيين في موسيقاها بنوع من الدماثة والرقة والتحويل في مضمونها بالانتقال من مخاطبة الأمراء الى مخاطبة الشعب وبتناولها شؤونه وهمومه فأصبحت هذه المدرسة ميدانا كافيا لنشر الإتجاهات الوطنية والدعوات الإصلاحية والقضايا الجماهرية.

مدرسة الديوان:-
              ما أتت به وأحدثته مدرسة المحافظين لم يكن مقنعا قلوب الجيل الجديد من الأدباء بحيث لم تقدم لهم نموذجا لامعا تتلألأ فيه روح العصر - عصر التجديد والنهضة. وهذا النقصان فتح باب السلطان لمدرسة الديوان. وجرت هذه المدرسة - مدرسة الديوان تحت قيادة الثالوث الذين وسعوا ثقافتهم بثقافة الأدب الغربي والإنجليزي منه بشكل خاص. هم عباس محمود العقاد وابراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري.
                وظهر نتاجها الأول حيث أخرج شكري الجزء الأول من ديوانه بعنوان (ضوء الفجر) في عام 1909 بما فيه من الثورة على الشعر العربي القديم والحديث شكلا ومضمونا والدعوة الى الانحياز للوجدان والتأمل في الكون ثم جاءت في اثره عدة دواوين من قِبلهم حتى كان لهم في سنة 1919 سبعة دواوين. وفي عام 1921 أخرج العقاد والمازني كتابهما المشترك "الديوان" وهجما فيه بدون أي رحمة ولا شفقة الأدباء المشهورين مثل شوقي وحافظ والمنفلوطي وقد واصل العقاد هذا الطريق حتى وفاته في عام 1964
              وثارت هذه المدرسة من هذا المضمار على نظام القصيدة الطويلة ذات النسق الموحد ودعت الى شعر المقطوعات وشعر التوشيح وشعر تعدد الأصوات وقد تمرد شكري على القافية بوجه متشدد بحيث ألغاها في عديد من قصائده حتى راد بذلك حركة (الشعر المرسل). وقد تمردت على محدودية الفضاء الذي كانت القصائد تتضيق وتنحصر فيه كما تمردت على محدودية الطموح بدعوة الشعراء الى الإنتاج فوق اليوم الذي يعيشونه. ودعت الى كون الشعر بوح الكائن الإنساني فكريا ونفسيا ووجوديا.
ودعت هذه المدرسة الى جلاء الموقف الشخصي  في الشعر بحيث تشرق فيه رؤية صاحبه الذاتية وأسلوبُه المتميز ونادت بالوحدة العضوية كما نادت بتحرير اللغة الشعرية من عبودية القوالب الجاهزة والأنماط القبلية. ونلاحظ بوضوح أن أصحاب هذه المدرسة الكبار لم يستطيعوا إلا قليلا تطبيق ما تشدقوا به من أفكار وآراء في واقع شعري ممتاز.

مدرسة المهجر:-
              ومما لا شك فيه أن التبادلات والتأثرات والتأثيرات الأدبية تقع بجدة وشدة وجاذبية عندما يتعايش الأدباء والمفكرون ويعيشون معا ويتفاهمون فيما بينهم. وتكون هذه الحقيقة متضحة أكثر الوضوح في تاريخ مدرسة المهجر.
              منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين نزح طائفة من الشباب اللبناني والسوري، الى أمريكا الشمالي والجنوبي فعاش بعضهم في الولاية المتحدة الأمريكية وبعضهم في البرازيل وهذه الحياة المهجرية أيقظت في قلوبهم ذكريات أوطانهم العربية وشحذت أفكارهم الوطنية وطلعت تلوها في أذهانهم مضامين أدبية عربية فبدأوا يخلقون عالمهم الأدبي الخاص من خلال نشر المجلات والدواوين وتأسيس المؤسسات مثل الرابطة القلمية التي تم إنشاؤها في الشمال سنة 1920 والعصبة الأندلسية في الجنوب سنة 1932.
             وكان وراء هذه العمليات والإجراءات الأدبية أيادي عديدٍ من الأدباء العرب الكبار مثل خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا أبو ماضي ونسيب عريضة ورشيد أيوب وعبد المسيح حداد وندره حداد وشفيق المعلوف والياس فرحات وميشال معلوف ونظير زيتون وغيرهم.
            ويبدو أنهم تعرضوا لكثير من تأثيرات الموشحة الأندُلسية حتى استحسنوا التنويع في القافية والتحرر في توزيع التفعيلات مع بقاء الهيكل العام على نظام ثابت وكانت هذه المدرسة ثورة في الأدب العربي الحديث حيث أشعلوا فتيلة التمرد على قيود القصيدة القديمة وموسيقاها ولغتها وشخصيتها التعبيرية وعلى العَروض الشِعري ونسمع ميخائيل نعيمة يتحدث بصراحة في كتابه "الغربال" ( فلا الأوزان ولا القوافي في ضرورة الشعر، كما أن المعابد والطقوس ليست من ضرورة الصلاة والعبادة ).
              ونسمع الأديب الناقد خليل جبران يتمرد على اللغة في كلماته التالية (لكم لغتكم ولي لغتي، لكم منها القواميس والمعجمات والمطولات ولي منها ما غربلته الأذن وحفظته الذاكرة من كلام مألوف ومأنوس تتداوله ألسنة الناس في أفراحهم وأحزانهم.... أقول لكم إن النظم والنثر عاطفة وفكر، ما زاد على ذلك فخيوط واهية وأسلاك متقطعة .... لكم لغتكم ولي لغتي).
             ونلمح في قصيدة الشعر المهجري الوحدة العضوية كأساس من أسس شكلها وقد تناول أدباء هذه المدرسة في نتاجهم الأدبي مضامين مختلفة مثل الحنين الى الوطن والاحساس المستمر بالإغتراب الروحي والمادي والتحرر من القيود القديمة الأدبية الشكلية وتفضيل جانب المعنى على جانب اللغة. ولا شك أن هذه المدرسة الأدبية لعبت دورا هاما في تطبيق الحداثة على الأدب العربي.
جماعة أبولو:-
             ولما كادت أشعة الضياء واللمعان للمدارس المذكورة تتضاءل وتفقد هوايتها نشأت جماعة أبولو تحت قيادة رائدها الدءوب أحمد زكي أبو شادي وكان يريد بها نادية يجتمع فيها أدباء الأدب العربي وشعراؤه ويبحث قضاياهم الإجتماعية والأدبية وكان يقدم خدمته ومساعدته لكثير من الأدباء في نشر الدواوين  والأعمال الأدبية وهذا فتح بابا لمرحلة من مراحل تطور الشعر العربي الحديث شكلا ومضمونا وصدر من خلالها العدد الأول من مجلة أبولو سنة 1984 وقد نشأ وترعرع تحت رعاية هذه الجماعة عديد من الشعراء من أنحاء العالم العربي المختلفة كما احتضنت شعراء مصر والعراق وسوريا والسودان وتونس ولبنان وغيرها.
             ومن أبرز مؤيديها الشاعر أحمد شوقي وخليل مطران وأحمد محرم وابراهيم ناجي وعلى محود طه وحَسن كامل الصيرفي وصالح جودت ومصطفى السحرتي وغيرهم ولم تكن هذه تمثل فلسفة فنية خاصة بل كانت مفتوحة العين لكافة الإتجاهات الشعرية والنقدية وقد احتفظت بمتانة التركيب وفحولة الأسلوب واشراق المعجم الشعري للمحافظين وبالتأمل والوحدة العضوية لمدرسة الديوان وبالمعنى الوضعي للغة والقلق الوجودي لمدرسة المهجر وبينما كان الشعر الغربي بدأ يستقر في أذهان الشعراء تاركا فيهم تأثيراتِه العميقة، كان شعراء هذه الجماعة الأدبية أكثرَهم التحاما بواقع هذا الشعر الغربي وخاصة بالإبداع الرومانتيكي فيه. ويلاحظ الدكتور محمد أحمد العزب " فكان لها من ذلك كله حصيلة دافعة إلى إجادة التعبير وتعصير الرؤية الشعرية من جانب وإلى التشتت بين هذه الإتجاهات والتيارات فلم تستقر على اتجاه واحد بعينه من جانب آخر"
            وآثرت أبولو الشكل المقطعي مزدوجا ومربعا ومخمسا بديلا عن الشكل الذي تنحصر فيه القصيدة بين صفتي بحر واحد وقافية واحدة كما نادت بالحرية التعبيرية وقد اتسم نتاجها الأدبي بالوجدان الذاتي وتضمَّن هو مضامين الحب العذري وحرية المرأة وفنية الطبيعة والحنين الى الوطن وغيرها.
مدرسة الشعر الحر:-
                 وبعد الحرب العالمية الثانية اطلع الأدب العربي على أيديولوجيات عديدة وهي قادته الى التحرك من سكونية العادة في النمط الشعري الى مغامرة التجريب والابتداع ومن أهم الأسباب لتفجر حركة الشعر الحر اتساع رقعة الثقافة الواردة على العالم العربي بما تحمل من سمات الحداثة وصفات العصرنة وقد ظهرت هذه الحركة في نهاية الأربعينات من القرن العشرين وهبت هذه الريح الثورية من العراق على لسان بدر شاكر السياب ونازك الملائكة فظل الشعر الحر ظاهرة من ظواهر الحياة الأدبية المعاصرة. ونادت هذه الحركة بالثورة على نظام القصيدة طارحة سؤالا هاما أي بينما تطور وتحول وتغير كل شيء، لم يحدث هذا في نظام القصيدة، لماذا؟ فدعت الى التمرد على البقاء في محدودية العروض الخليلي وطالبت بقيادة الفن وايتائه على نواميس التطور حتى يتحلى بأوصافه الحضارية المتقدمة والمستجيبة لإيقاع الحياة المعاصرة. وثورتها دعت الأدباء الى إنقاذ القصيدة من هفوة وحدة البيت والى إجراءها على وادي وحدة التفعيلة.
                وقدمت هذه المدرسة رسالة الاعراض عن القافية الضاغطة واستبدالها بقافية مرنة أو بإيقاعات داخلية ورسالة التمرد على الشكل الكلاسيكي لتحقيق المستوى العالي من التعبير عن مضامين حضارية حيوية فتقلدت أشعار هذه المدرسة سلسلة الرؤى العالمية والفلسفية كما نرى في دواوين نازك الملائكة مثل "شظايا ورماد" وقصائد بدر شاكر السياب الذي طال البحث وحر النقاش حول تأثره بالشاعر الإنجليزي المشهور "تومس اليوت" وهذا الشاعر الإنجليزي هو الذي وضع الأساس لحركة الشعر الحر فبنى الأدباء العرب على هذا الأساس قالبهم الحر ونوعوا في الصور البلاغية والمضامين الفلسفية ووظفوا فيها تقنيات درامية حيث افتتحوا القصائد بالافتتاحات الدرامية وزينوا شعرهم بالحوارات المتنوعة المثيرة في قلوب المستمعين دهشة ورغبة وجعلوا الأشياء العادية مواضيع قصائدهم كما نلمح ذاك في قصيدة " القطار" لنازك الملائكة.
               وقد اتضح أنه كان لفكر الواقعية الإشتراكية وفكر الوجودية الفرنسية تأثيرهما العميق على دفع هذه المدرسة الى الأمام ونحوَ الإتجاه الواقعي الإجتماعي من ناحية والواقع التجريدي من ناحية أخرى.
               ولم تنحصر ثورة الشعر الحر في شكل القصيدة ومضمونها بل توغلت الى لغتها وحطمت قواعدها المنطقية وابتكرت أنساقا تعبيرية لا توجد لها أصالة في طوق اللغة السائدة فنزعت مسامير العلاقات النحوية والبلاغية والتركيبية في الجمل. وبالجملة كانت هذه المدرسة مختبرا أدبيا فلسفيا لفك الهيكل الأدبي العادي التقليدي عضوا عضوا ولإعادة تشكيله من جديد بدون أي خطة مسبقة. وبالإجمال كان لهذه المدارس دور كبير في تحديث الأدب العربي وتجديده على أساس بناء الأدب الغربي.




المصادر والمراجع:-
حنا الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، دار الجيل - بيروت،1986
س. موريه، الشعر العربي الحديث 1800 – 1970، تطور أشكاله وموضاعته بتأثير الأدب الغربي، دار الفكر العربي
د. شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، دار المعارف
محمد أحمد العزب، عن اللغة والأدب والنقد، دار المعارف، 1970
تاريخ الأدب العربي : العصر الحديث، دار المعارف
د. محمد غنيمي هلال، دور الأدب المقارن في توجيه دراسات الأدب العربي المعاصر، دار   نهضة مصر،
M.M Badawi, A Short History of Modern Arabic Literature, Clarendon Press.Oxford, 1993.

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

الفتاة الهندية تتزوج من كلبها

العروس مع الزوج
التقاليد والخرفات الأعمى التي تسيطر في المجتمع الهندوكي في الهند تجعل فتاة هندية تتزوج من كلبها ،كما نشرت الخبر وكالات الأخبار اليومية.  مانغلي مندا ـ الفتاة من شرق الهند ـ أعدت حفل الزفاف الفخم لمن حضروا من المدعوين الذين يبلغ عددهم أكثر من خمسين. الخرافات والمعتقدات الغريبة هي السبب وراء هذا الحفل الغريب، والتقرير الصحفي يشير إلى أن الفتاة سمعت من قبل رهبان القرية أن الزواج  من الكلب سوف ينقذ حياتها وأسرتها والمجتمع من موجة الشر.
ونقلت صحيفة مترو أن الفتاة تؤكد بــــ"أن سبب هذا الزفاف الغريب لأنها سمعت من شيوخ القرية اللذين لايزالون يرددون أوهامهم وخرافاتهم بأن موجة الشر سيتم نقلها إلى الكلب إثر زواجها منه. وبعد ذلك يمكن للفتاة أن تعيش مع الرجل الذي سوف تختاره بعافية تامة"
وليس هذا الزفاف بأول مرة في الهند إذ تسيطر الخرافات والأوهام الباطلة في المعتقدات الهندوسية في جنوب الهند.