ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 7 يونيو 2014

عفة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله

         
        يذكر الشيخ يوسف القرضاوي عن عفة الشيخ أبي الحسن علي الندوي: " أذكر أنه حينما زارنا منذ أكثر من ثلاثين عاما في قطر، وكان يشكو من قلة موارد (دار العلوم) بندوة العلماء. اقترح عليه بعض الإخوة أن نزور بعض الشيوخ وكبار التجار، نشرح لهم ظروف الدار ونطلب منهم بعض العون لها. فقال: لا أستطيع أن أفعل ذلك...! فسألناه: لماذا...؟ قال: إن هؤلاء القوم مرضى، ومرضهم حب الدنيا... ونحن أطباؤهم، وكيف يستطيع الطبيب أن يدواي مريضه إذا مد يده إليه يطلب عونه...؟ أي : يطلب منه شيئا من الدنيا التي يداويه منها...؟ قلنا له: أنت لا تطلب لنفسك، أنت تطلب للدار ولمعلميها ولتلاميذها حتى تسمرّ وتبقي... قال: هؤلاء لا يفرقون بين ما تطلبه لنفسك وما تطلبه لغيرك ما دمت أنت الطالب، وأنت الآخذ...! وكنا في رمضان، وقلنا له حينذاك: ابقي معنا إلى العشر الأواخر، ونحن نقوم عنك بمهمة الطلب... فقال: إن لي برنامج في العشر الأواخر، لا أحب أن أنقضه وأن أتخلى عنه لأي سبب... إنها فرصة لأخلوا بنفسي وربي........ وعرفنا أن للرجل حالا مع الله... لا تشغله عنه الشواغل... فتركناه لما أراد... محاولين أن نقلده ولم نستطع.. وكل ميسر لما خلق له.....


السبت، 25 يناير 2014

نحو أفق جديد لجبران خليل جران

نحو أفق جديد
(‘العواصف’ ص:390-392)
ماذا تريدون منّي يا بني أمّي؟
أتريدون أن أبني لكم من المواعيد الفارغة قصورًا مزخرفة بالكلام وهياكل مسقوفة بالأحلام، أم تريدون أن أهدم ما بناه الكاذبون والجبناء وأنقض ما رفعه المراؤون والخبثاء؟
ماذا تريدون أن أفعل يا بني أمي؟
أأهدل كالحمائم لأرضيكم أم أزمجر كالأسد لأرضي نفسي؟
قد غنّيت لكم فلم ترقصوا ونُحتُ أمامكم فلم تبكوا، فهل تريدون أن أترنم وأنوح في وقت واحد؟
نفوسكم تتلوّى جوعًا وخبز المعرفة أوفر من حجارة الأودية، ولكنكم لا تأكلون وقلوبكم تختلج عطشا ومناهل الحياة تجري كالسّواقي حول منازلكم فلماذا لا تشربون؟
قلت لكم تعالَوا نصعد إلى قمة الجبل لأريكم ممالك العالم، فأجبتم قائلين: في أعماق هذا الوادي عاش آباؤنا وجدودنا وفي ظلاله ماتوا  وفي كهوفه قُبِروا فكيف نتركه ونذهب إلى حيث لم يذهبوا؟
قلت لكم هلموا نذهب إلى السهول لأريكم مناجم الذهب  وكنوز الأرض، فأجبتم قائلين: في السّهول يربض اللصوص وقطاع الطرق.
قلت لكم: تعالوا نذهب إلى الساحل حيث يعطي البحر خيراته فأجبتم قائلين: ضجيج اللجة يخيف أرواحنا وهول الأعماق يميت أجسادنا.
كنت أبكي على ذلّكم وانكساركم وكانت دموعي تجري صافية كالبلَّور، ولكنها لم تغسل أدرانكم الكثيفة بل أزالت الغشاء عن عينيّ، ولا بلّلت صدوركم المتحجّرة بل أذابت الجزع في قلبي، واليوم صرت أضحك من أوجاعكم والضحك رعود قاصفة تجيء قبل العاصفة ولا تأتي بعدها.
ماذا تريدون مني يا بني أمي؟
أتريدون أن أريكم أشباح وجوهكم في أحواض المياه الهادئة؟ تعالوا إذا وانظروا ما أقبح ملامحكم.
هلمّوا وتأملوا فقد جعل الخوف شعور رؤوسكم كالرماد، وعرك السهر عيونكم فأصبحت كالحفر المظلمة، ولمست الجبانة خدودكم فبانت كالخرق المتجعّدة، وقبّل الموت شفاهكم فأمست صفراء كأوراق الخريف.
ماذا تطلبون مني يا بني أمي؟ بل ماذا تطلبون من الحياة والحياة لم تعُد تحسبكم من أبنائها؟
أرواحكم تنتفض في مقابض الكهّان والمشَعوِذين، وأجسادكم ترتجف بين أنياب الطغاة والسفاحين، وبلادكم ترتعش تحت أقدام الأعداء والفاتحين، فماذا ترجون من وقوفكم أمام وجه الشمس؟.
إنما الحياة عزم يرافق الشبيبة، وجدّ يلاحق الكهولة، وحكمة تتبع الشيخوخة، أمّا أنتم يا بني أمّي فقد وُلدتم شيوخًا عاجزين ثم صغرت رؤوسكم وتقلّصت جلودكم فصرتم أطفالاً تتقبّلون على الأوحال وتترامون بالحجارة.
إنّما الإنسانية نهر بلّوري يسير متدفقًا مترنمًا حاملاً أسرار الجبال إلى أعماق البحر. أمّا أنتم يا بني أمّي فمستنقعات خبيثة تدبّ الحشرات في أعماقها وتتلوّى الأفاعي على جنباتها.
إنما النفس شعلة زرقاء متقدة مقدسة تلتهم الهشيم وتنمو بالأنواء وتنير أوجه الآلهة – أما نفوسكم يا بني أمي فرماد تذريه الرياح على الثلوج وتبدّده العواصف في الأودية.
أنا أكرهكم يا بني أمّي لأنكم تكرهون المجد والعظمة.
أنا أحتقركم لأنكم تحتقرون نفوسكم.

قصة لن نقصر في البكاء عليه

لن نقصر في البكاء عليه
بشار خليلي(القصاص السوري)
أنا أيضا أحب أباك كما تحبه أنت وربما أكثر؛ لأنني كبير أولاده وأول حظه وعشت معه أطول مما عشت أنت.... ولكن يا أخي يا حسون المشكلة ليست هناك.
المشكلة أن أبانا بلغ الثمانين ولايرجى شفاء بعد الثمانين، فقط سنهدر المال على الأطباء الذين لا يخافون الله... والمستشفيات التي تنظر إلى المرضى كزبائن.
يا أخي يا حسون... أبونا سيصبح زبونا مثاليا لديهم؛ لأنه في غيبوبته لا يعلم غير الله جلت قدرته متى يصحو منها؟
لماذا نبيع ما فوقنا وما تحتنا كي نعذب عجوزا في الثمانين في غرف العمليات والإنعاش والعناية المشددة؟!
ألم تسمع أباك عشرات المرات يردد أنه يتمنى الموت على سريره العزيز في بيته الحبيب؟ أليس من واجبنا كأبناء أنا وأنت وأختنا فوزية وأختنا سهام أن نحقق لأبينا الغالي على قلوبنا جميعا رغبته؟
لقد شقي لنسعد وتعب لنرتاح وحزن لنفرح، وآن أوان رد الجميل إلى هذا الأب المعطاء بتحقيق أمنيته الأخيرة الأخيرة البسيطة التي لن تكلفنا شيئا، لا سيما أن سريره  وثير واسع يلتمع نظافة، ولا سيما أن غرفة نومه غربية النوافذ ورطيبة الهواء، ولا سيما أن أمنا ستخدمه بعينها وتغمره ولا يتألم، ولا سيما أننا أنا وأنت يا أخي يا حسون لن نقصر في زيارته بين وقت وآخر، ولا سيما أن فوزية وسهام لن تقتصرا في البكاء عليه بين وقت وآخر، لأن أبا معطاء مثله يستحق كل دموع الدنيا!
أراك تنظر في ساعتك يا حسون؛ لأنك تأخرت على شؤونك الحق معك... ولا سيما أنك هنا منذ نصف ساعة وأن وجودك لن يقدم أو يؤخر، وأن أباك في غيبوبة ولن يتمكن من شكرك عل الوقت الثمين الذي أضعته في سبيله!
(مأخوذة من مجلة البيان العددان 384،385)