ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الأربعاء، 1 يونيو 2016

سياحة أدبية في ديوان ’رنين الثريا‘ للشاعرة كملا ثريا

محمد علي الوافي كرواتل/ باحث: مركز الدراسات العربية والإفريقية جواهرلال نهرو ــ نيودلهي
الشاعرة كملا ثريا
إن الإبداع النسوي في ذاته يعبر عن أدبية الذات المبدعة الأنثوية في علاقتها بالمجتمع والكائنات، وفوق ذلك فإن هذا الإبداع يجسد هموم المرأة الشعورية واللاشعورية وصراعها الداخلي والخارجي عبر طرائق متعددة مثل المناجاة والبوح والاعتراف والتمرد وغير ذلك من سبل التعبير. ولكن الإبداع الأدبي للمرأة بصفة عامة والشعري بصفة خاصة يتسم بالقلة والوهن، فمحمد العباس يؤكد في كتابه ’سادنات القمر‘ "أن ذلك الوهن الشعري في التجربة الإبداعية النسوية يأخذ الاتهام، ليس بالنسبة للشاعرة العربية وحسب، ولكن لكل الحركة الشعرية النسوية، فالقراءة التاريخية تؤكد ذلك القصور التعبيري في نص الشعر الأنثوي، رغم الطابور الطويل من الأسماء"[1]
فهذه القاعدة تكاد تخلو عن الشاعرة الهندية كملا ثريا حينما نقوم بسياحة في عالمها الشعري والروحي من خلال ديوانها "رنين الثريا". والديوان كما يشير إليه عنوانه يحفل برنات قلبها بعدما اعتنقت الدين الحنيف، ويتسم الديوان بارتباطها العاطفي والروحي بعناصر الإسلام والإيمان. ويتميز الديوان بجماليات اللغة وبلاغة الصور، وتتجلى فيه ذاتها الشعرية التي تحتفي بالروح الشفاف الذي لا يخطئ الوصول إلى النور التوحيدي رغم تكسر الدروب ورغم العثرات الكثيرة التي تحول بينها وبين اعتناق ذلك النور الإلهي.
تعد الشاعرة كملا ثريا (1934-2009) من أشهر شاعرات ولاية كيرالا. ولدت الشاعرة في 31 مارس سنة 1934م في أسرة هندوسية عريقة بالأدب والتدين في قرية بونيوركولام (Punniyur Kulam) من مقاطعة تروشور (Trichur) في ولاية كيرالا. وقضت الشاعرة طفولتها في كنف عائلتها المشهورة  في مجال الأدب والثقافة، أما والدها في يم ناير (V.M Nair) فكان مدير التحرير لصحيفة ماتهرو بهومي اليومية (Mathrubhumi Daily) ووالدتها بالا ماني أما (Balamani Amma) شاعرة شهيرة تجيد الشعر باللغة المليالمية. كانت الشاعرة ثريا قد اعتادت أن تكتب معظم شعرها بالإنجليزية تحت الاسم المستعار كملا داس (Kamala Das)، وتنشر قصصها القصيرة بالماليالم تحت الاسم المستعار مادهوي كوتي (Madhavi Kutty)، وعند إسلامها اتخذت اسم كملا ثريا. ولم تنحصر الأديبة كملا ثريا في دائرة الشعر فقط بل لها اليد الطولى في الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، وقد أحسنت في المجالات الأدبية كلها إلا المسرح، لأن قلمها لم يأت به إلى القراء.
وبالرغم من ولادتها في أسرة تتمتع بالأدب والثقافة إلا أنها لم تتح لها الفرصة لكي تحصل على دراسة أكاديمية، ولكن القريحة الأدبية التي توقدت في عاطفتها واكتسبت من بيئتها التي نشأت فيها، جعلتها تتذوق الأدب والشعر. وفاقت الأديبة أقرانها حتى أصبحت أستاذة زائرة في كثير من الجامعات المشهورة في الدول الغربية مثل كندا(Canda) وأمريكا(America) وأستراليا(Australia) وألمانيا(Germany) وسينغافورة(Singapore) وغيرها من الجامعات الدولية. وتعتبر الشاعرة كملا ثريا لدى النقاد أشهر شاعرة وكاتبة قصة قصيرة في الهند، وعلى الرغم من أنها لم تكمل دراستها الجامعية إلا أنها منحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليكوت (Calicut University) ورشحت أعمالها الأدبية لجائزة نوبل للآداب عام 1984.
أعمال الشاعرة في اللغة الإنجليزية فهي[2]:
1.            The Sirens (Asian Poetry Prize winner) 1964
2.            Summer in Calcutta (poetry: Kent's Award winner) 1965
3.            The Descendants (poetry) 1967
4.            The Old Playhouse and Other Poems (poetry) 1973
5.            My Story (autobiography) 1976
6.            Alphabet of Lust (novel) 1977
7.            The Anamalai Poems (poetry) 1985
8.            Padmavati the Harlot and Other Stories (collection of short stories) 1992
9.            Only the Soul Knows How to Sing (poetry) 1996
10.                          Yaa Allah (collection of poems) 2001
11.                          Tonight,This Savage Rite (with Pritish Nandy) 1979
12.                          My Mother at Sixty-six (Poem) 1999

My Grand Mother's House (Poem) 1999.

أعمالها في اللغة المليالمية المحلية[3]:
1.      رائحة الطائر(Pakshiyude Manam) قصص قصيرة، 1964م
2.      عندما تطير الخفافيش (Naricheerukal Parakkumbol) قصص قصيرة 1964م
3.      البرد القارس (Thanuppu) قصص قصيرة، 1966م
4.      قصتي (Ente Katha) السيرة الذاتية 1982م.
5.      ذكريات الطفولة (Balyakala Smaranakal) قصص 1987م.
6.      قبل سنوات (Varshangalkku Mumbu) قصص 1989م.
7.      الهجرة (Palayan) رواية 1990م.
8.      شوربة الجبن (Neypayasam) قصص قصيرة 1991م.
9.      المذكرات (Dayarikkurippukal) رواية 1992م.
10.  فصل يزهر فيه الرمان (Neermathalam Pootha Kalam) رواية 1994م.
11.  الطيور الرواجع (Chekkerunna Pakshikal) قصص قصيرة 1996م.
12.  النغم المفقود (Nashtapetta Neelambari) قصص قصيرة 1998م.
13.  أشجار الصندل (Chandana Marangal) رواية 2005م.
14.  القصص الذاتية لماثوي كوتي (Madhavikkuttiyude Unmakkadhakal) 2005م.
15.  ثيران العربة (Vandikkalakal) رواية 2005م.
إن مؤلفات كملا ثريا مترعة بالحب العذري الذي يكاد تخلو عنه كاتبات عصرها، وتعطي الأديبة نطاقا مميزا للمرأة ولعواطفها الأنثوية النسائية. ونراها بعض الأحيان تتشاجر مع المجتمع الرجالي لسيطرته على ميول المرأة وعواطفها كما هو أكثر وضوحا في سيرتها الذاتية في اللغة المليالمية ’قصتي‘ (Ente Katha).
الجوائز التي منحت لها:[4]
رشحت في القائمة المختصرة لجائزة نوبيل الأدبية سنة 1984م.
جائزة قلم آسيا للقصص (Award of Asian PEN anthology) سنة 1964م.
جائزة المجمع الأدبي لكيرالا (Kerala Sahitya Academy Award) سنة 1969م.
جائزة المجمع الأدبي لكيرالا (Kerala Sahitya Academy Award) سنة 1985م.
جائزة آسيا للشعر (Asian Poetry Prize) سنة 1998م.
جائزة كينت للكتابة في اللغة الإنجليزية من البلدان الآسيوية (Kent Award for English Writing from Asian Countries) سنة 1999م.
جائزة ويالار (Vayalar Award) سنة 2001م.
دكتوراه فخرية من جامعة كاليكوت (Honorary D.Litt. by University of Calicut) سنة 2006م.
جائزة موتاثو فاركي (Muttathu Varkey Award) سنة 2006م.
جائزة أيزوتاتشان (Ezhuthachan Puraskaram) سنة 2009م.
مترجم القصيدة الدكتور شهاب غانم:
شهاب غانم
أما مترجم الديوان الدكتور شهاب غانم فهو شاعر إماراتي مشهور، وله 14 ديوانا باللغة العربية وديوانان باللغة الإنجليزية، ويبلغ عدد قصيدته المترجمة 21 قصائد. وقد ترجم هذا الشاعر الإماراتي أربع قصائد من القصائد الهندية. الأولى: قصائد من كيرالا ـــ قصائد مترجمة إلى العربية، دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة 2005م، والثانية: قصائد من الهند ـــ قصائد مترجمة إلى العربية، من 12 لغة هندية، أبوظبي للثقافة والتراث 2008. والثالثة: رنين الثريا أو مجموعة يا الله ــ لكملا ثريا لترجمة كليم أحمد كلمة، أبو ظبي للثقافة والتراث 2011م. والرابعة: 40 قصيدة هندية للإمارات، قصائد لجيتا شهابرا، موتيفيت، دبي 2012م. والشاعر الدكتور شهاب غانم أول عربي حصل على جائزة طاغور للسلام ـــ (Tagore Peace Prize) لدعمه للقيم الإنسانية في دواوينه العربية والإنجليزية، وقد حصل الشاعر الإماراتي على جائزة العويس للابتكارات والتقدم العلمي في نوع أفضل عمل مترجم لعام 2011م لترجمته هذه القصيدة رنين الثريا من اللغة الإنجليزية. وولد الشاعر شهاب غانم في أكتوبر 1940م في عدن، درس في عدن ثم في عدد من الجامعات في بريطانيا والهند، هاجر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وحَمل جنسيتها منذ عام 1976م[5].
سياحة روحية في قصيدة ــ رنين الثريا:
والشاعرة كما أشرت إليه من قبل، ولدت في بيت هندوسي تعتني بالأدب والثقافة، إلا أنها لم تتقيد بالتقاليد التي وضعت الديانة الهندوسية على عنقها بل ظلت تبحث عن الحقيقة حتى استضاءت بنور الإسلام عام 1999م، وغيّرت اسمها إلى كملا ثريا(Kamala Surayya)، وكتبت مجموعة شعرية تحت العنوان (يا الله). وهذه المجموعة الشعرية هي عبارة عن تجربتها الروحية في الهجرة من الكفر إلى الإيمان ومن الحيرة إلى الهدى، ومن الضلال إلى الرشد، وختمت بها حياتها خاتمة طيبة.
وهي كعادتها في دواوينها التي كتبت في اللغة المليالمية تحمل القراء معها عبر دروب أحلامها وأزقة عواطفها وخبايا أمانيها، ليركضوا معا خلف نجم الهدى تبدو بعيدا بعيدا، ثم يملأ أرواحهم الانتعاش الروحي. والديوان ’رنين الثريا‘ يشتمل على ثمان وثلاثين قصيدة كلها تسبح في مجال روحي عاطفي، وتمتاز نصوص الشاعرة بالذوق الروحي العالي النابع من مشارب الإيمان والهدى، الذَين مازالت الشاعرة تبحث عنهما منذ عقود، ومن خلال نماذج مختارة لأبيات بعض القصائد يبدو اتجاه الشاعرة الصوفي، وارتباطها العاطفي وسرورها الوجداني باعتناق هذا الدين القويم، ونرى الشاعرة تسلك كل المسلك الشعري من مناجاة الله عزوجل، ومخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، والتعبير عن رحلتها الإيمانية وما تلاقيه من صعوبة في طريقها وفرحة الوصول إلى الخالق جل وعلا، وترى الشاعرة أن الدين الذي ولدت به مجرد أوهام لا يكاد يرضى به عقلها الشاعري.
انطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وانسجاما مع النور الإلهي المضيء، فللشعر الإسلامي النصيبُ الأوفر، والحظ الأسمى في ديوانها ’رنين الثريا‘ وهذا يدل على حسن إسلامها وشدة اعتزازها بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف. وحينما نقرأ أشعار كملا ثريا ندرك للوهلة الأولى أننا أمام شخصية شاعرية فريدة تأخذنا برفق وتمهل إلى عوالم من سحرها الفني بكل طاقاتها الشعرية  وإمكاناتها التعبيرية وندور معها في فضاءات مترامية الأطراف وتحلق بنا في سماوات متفاوتة ونغوص وراءها في بحار شعرية عميقة.
الحب الإلهي في القصيدة ’رنين الثريا‘:
إن الإيمان المطلق بالله والاعتقاد الراسخ بالألوهية والوحدانية سمة يتسم بها معظم الشعراء المسلمين، والشعراء منذ فجر الإسلام قاموا بالدفاع عن هذه العقيدة الربانية، وتوضيحها وتصوير معالمها البارزة وترسيخها في قلوب الناس، فالشاعرة كملا ثريا اختمر قلبها وشعورها بالعقيدة الربانية، التي اعتنقتها ووصلت إلى ساحلها، تتفجر حينا بالنغمات الإيمانية وتناجي حبيبها الخالق جل وعلا. والقارئ يرى هذه الحقيقة لأن الديوان يحفل بعدة قصائد في المناجاة، تارة تعبر عن حب عميق، وإيمان كامل، وتارة عن شوق إلى اللقاء وتارة عن الاعتراف بالجميل لله الذي هداها لنور الإسلام.
وعنوان القصيدة هو الرامز الأول إلى نوعية المضمون التي اعتمدت الشاعرة عليها في هذا الديوان، لأن رنين الثريا  أو (يا الله ــ هو العنوان في اللغة الأصلية المليالمية) وهي تشير إلى أن الشاعرة إنما كتبت هذه القصيدة في المناجاة، تناجي ربها وتناديه حبا وعشقا، ومعظم قصائد الديوان يبدأ بقولها يا الله. ومن هذا النوع قولها في أول قصيدة من المجموعة، وهي قصيدة يا من ليس له حدود، وهي تناجي ربها:
يا أيها الذي ليس له حدود
يارب... يا الله... يا معبود
فلا قشور الدين أو أصدافه قيود
إذ أنت غاية الغايات في الوجود
وهكذا أسعى إلى ضياءك المديد
وظلك الظليل والممدود
كيما أنال السعد والصفاء
وأغمض العينين في المنام في هناء[6]
والسحر مرتع المحبين ومسرح العاشقين يناجي بعضهم بعضا، والشاعرة كملا ثريا تعبر هذه التجربة في قصيدتها، خاتمة المطاف، حيث تقول إن الله سبحانه وتعالى يطلب من الشاعرة أن تكون معه في منتصف الليل لتناجي ربها الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهنا نرى أن الشاعرة تتفطر عشقا وحبا مع خالقها جل وعلا، والشاعرة تقتبس شاعريتها وحروفها من النور الإلهي، كما تقتبس كلماتها وحروفها من المنبع الإيماني وهو نور القرآن، وهذا النور وضوءه قد أنبت محبة المناجاة في ضمير الشاعرة وفيها تقول:
يا ألله.....
عندما أعلنت الساعة منتصف الليل
ألقى الله في خاطري:
إنك في حاجة للمنام يا ثريا،
فاملأي قلبك بذكري ونامي،
وانهضي من سريرك
عندما يصيح ديك السحر
وناديني....،
فستجدين أنني
لا تأخذني سنة ولا نوم....[7]
وظلت الشاعرة تناجي ربها بكلمات رائعة وعواطف رقيقة، وتصوغ من نفسها وروحها ضيفة تستضيف بحضرة الباري جل وعل. وترى هذه النفس ملجأها وملاذها عند مولاها الحقيقي،  وتبتهل الشاعرة إلى المولى عز وجلا أن لا يتخلى عنها، وأن لا يتركها لمصائبها بعد أن تخلى عنها الخلق أجمعين، وتتذلل الشاعرة  أمام ربها في خشوع عميق، وتصور مجيئها من الكفر إلى الإيمان كأنها ضيف تستضيف الضيافة عند الرحمن الرحيم، ولا تطلب العون والمودة إلا من غيره، وها هي الشاعرة تقول:
آه يا من ليس له شبيه،
يا مولاي الحقيقي
أمسك بقوة
هذه الروح المرتجفة
وهذا الجسد الهيّاب.
إنني أقف لاجئة
في حماك....
ضيفة خاصة...!
فكيف أحتاج إلى ضيافة أحد سواك...؟[8]
ونجد في القصيدة ’اعتذار‘ تلك المعاني التي توجد في كلام المحبين العارفين، حينما يهيمون في حبهم وعشقهم، ولا يرون وزنا ولا قيمة لأشياء تحول بينهم وبين مولاهم جل وعلا. ونرى الشاعرة تهيم أيضا في عالمها المجنح، ولا ترى الشاعرة قيمة للحياة التي تحول بينها وبين اعتناق خالقها ومحبوبها، بل تستعجل الشاعرة الموت لكي تخلص من هذه الحياة المحددة، وها هي الشاعرة تهيم في عالمها:
إلى متى يا ربي
سيطول الانتظار
لهذه "الثريا" المسكينة
التي أدركت
عمق الحب
للوصول إليك
يا من ليس له مثيل؟[9]
والفطرة هبة من هبات الله، والشاعرة تتوقد إيمانا بعدما شعرت لأول وهلة أنها مؤمنة قبل اعتناقها لدين الإسلام، فهي تذكر تلك الأيام الماضية، حينما تلامسها الفطرة الإلهية على قلبها، وهي تذكر أنها سمعت تلك النداءات من وراء المحبة، بل جرى كل ذلك قبل أن تستيقظ من سبات الطفولة، ولما استيقظت الشاعرة من طفولتها بدأت تشعر تلك الأنوار المقدسة كانت تلامسها في فطرتها، وتطرق بابها داعية إلى الله خالقها، وفي هذا تقول الشاعرة:
يا ألله!
في الأزمان الغابرة
هل طرقت بابي
في أحلامي؟
وكنت في طفولتي
وصباي
ترعاني؟
وعندما كنت أسير
في الطريق إلى المعبد
والأوراد في شفتي
ألم تضعف حماستي؟
وعندما ناداني أقربائي
من الخلف
ألم تحم مسمعي؟
ألم تبحر سفينتي على عجل
من مرفئها
إلى شواطئ جديدة؟
لم أتبلل بالأمطار الهاطلة،
ولكني تنقّعت
بالأمطار التي لم تهبط أبدا
لقد أعمتني
الدموع المتدفقة...[10]
وهكذا تعالج الشاعرة هذه القضية في ديوانها رنين الثريا، فهي لا تزال تناجي ربها بالخوف والبكاء وبالحب والرجاء، وترى الشاعرة الملجأ الوحيد والملاذ الفريد في ربها سبحانه. وقد كثرت أدوات النداء في هذا الديوان لأنها تناجي ربها وخالقها، وترى الأنس والإيناس في الله عزوجل. والقصيدة حافلة بالمعاني الإسلامية الرائعة التي اكتسبتها الشاعرة من العقيدة الإسلامية، ويمكن أن نقول أن الشاعرة تجيد هذا الجانب الشعري وهو رسم ذاتها الهائمة في العشق الإلهي، والقصيدة تشرح داخليتها وتعرض لنا وصفا شعريا، وكأنها مع محبوبها ومعبودها ومعشوقها الذي تلازمه طوال حياتها.
وحلّت الشاعرة محل الاهتمام في الدائرة الأدبية الإسلامية العالمية لكونها صاحبة قلم فياض، ولكونها اعتنقت الدين الإسلامي بعد دراسة طالت أكثر من عشرين سنة، وإلى هذه الحقيقة يشير نعي العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الأمة الإسلامية الأديبة الهندية المسلمة "كملا ثريا" مثنيا على "صدق إيمانها، وشجاعتها، ويقول العلامة القرضاوي في رسالته: "فقدت الساحة الأدبية والثقافية الهندية الأديبة الكبيرة كملا ثريا، التي نالت أعلى الجوائز الهندية في الأدب، والتي رشحت لأكثر من مرة لنيل الجوائز الأدبية العالمية، وهي صاحبة عقل كبير، ونظر متعمق، وفكر متفتح، هداها إلى اعتناق الإسلام بعد دراسة مطولة استمرت سبعة وعشرين عاما، ثم أعلنت إسلامها في جمع من الأدباء المشهورين، ولم تعبأ بتهديدات المتطرفين لثنيها عما هداه إليه تفكيرها وبحثها عن الدين الحق، وهذا يدل على صدق إيمانها، وشجاعتها في إعلان ما تؤمن به"[11]



المصادر والمراجع
في اللغة العربية
1.      رنين الثريا، لكملا ثريا، ترجمه شهاب غانم، كلمة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، 2001م.
2.      موضوع الغلاف، ثريا حافة الحب العذرى الخالد، مجلة كاليكوت، مجلة ربع سنوية تصدر عن قسم اللغة العربية جامعة كاليكوت، العدد4، يونيو2010م.
3.      مجلة البيان الكويتية،  مجلة أدبية ثقافية شهرية تصدر عن رابطة الأدباء في الكويت، العدد 445، يونيو2008
4.      شهاب غانم، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. http://ar.wikipedia.org/wiki
5.      الموقع الرسمي لسماحة العلامة يوسف القرضاوي http://www.qaradawi.net/new/
6.      صحيفة الجريدة اليومية www.aljarida.com

في اللغة الإنجليزية والمليالمية.
1.            Cheated and Exploited: Women in Kamala Das’s Short Stories, In Mohan G Ramanan and P. Sailaja, English and the Indian Short Story. New Delhi: Orient Longman 2000, 117–123
2.            Ente Katha (Autobiography) Madhavikutty, D.C Books Thrissur, 2010, First Published 1973.
3.            Individuality in Kamala Das and in Her Poetry, English Poetry in India: A Secular Viewpoint. Eds. PCK Prem and D.C.Chambial. Jaipur: Aavishkar, 2011
4.            Kamala Das, Indian writer and poet who inspired women struggling to be free of domestic oppression, Essay by Shahnaz Habib, The Guardian, 18 June 2009, London.
5.            Kamala Das: Treatment of Love in Her Poetry, Manohar, D. Murali.   Gulbarga JIWE, 1999.
6.            Madhavikutty Book Show, MadhaviKKutty Collections, WWW.Indulekha.com 
7.            Man-Woman Relationship with Respect to the Treatment of Love in Kamala Das’ Poetry”. Contemporary Literary Criticism Vol. 191. Ed. Tom Burns and Jeffrey W. Hunter. Detroit: Thomson-Gale, 2004
8.            Meet the Writer: Kamala Das, POETCRIT XVI: 1 (January 2003): 83–98
9.            Still a rebel writer, by, SURESH KOHLI, Aug 13, 2006, Sunday Magazine, The Hindu.
10.   The Rediff Interview/ Kamala Suraiya. Rediff.com. 19 July 2000.
11.   Untying and retying the text: an analysis of Kamala Das's My story, by Ikbala Kaura, 1990


[1]  تهريب الذات من النص، دراسة لمحمد عباس، صفحة 41، مجلة البيان الكويتية، العدد 445، يونيو2008.
[6]  قصيدة ’يا من ليس له حدود‘ صفحة 25، رنين الثريا، ترجمة: د. شهاب غانم، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (كلمة)، أبوظبي، 1432هـ/2011م

[7]  قصيدة ’خاتمة المطاف‘ صفحة 62، رنين الثريا، ترجمة: د. شهاب غانم، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (كلمة)، أبوظبي، 1432هـ/2011م
[8]  قصيدة ’ضيافة‘ صفحة 93، رنين الثريا، ترجمة: د. شهاب غانم، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (كلمة)، أبوظبي، 1432هـ/2011م
[9]  قصيدة ’اعتذار‘ صفحة 76، رنين الثريا، ترجمة: د. شهاب غانم، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (كلمة)، أبوظبي، 1432هـ/2011م
[10]  صفحة 89، ديوان رنين الثريا، ترجمة: د. شهاب غانم، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (كلمة)، أبوظبي، 1432هـ/2011م
[11]  الموقع الرسمي لسماحة العلامة يوسف القرضاوي.  http://www.qaradawi.net/new/