السبت، 25 يناير 2014

قصيدة أماه لعبد الرحمن صالح العشماوي

أمّاه
(من قصيدته: إلى حواء)
أماه..... لا    تيأسي   فالله   يرعانا


و فيض إحسانه في البؤس يغشانا

ثقي به، و البسي ثوب الرضا وخذي


من الخضوع له، نهجا، و عنوانا

كلّ    الأمور   التي   تأتي   يقدرها


ربي،   و ما شاءه في أمرنا كانا

أماه ما قيمة الدنيا إذا عصفت


بها الظنون، وصار المرء حيرانا

وطّنت قلبي على حمل الهموم، فما
 

يعضه البؤس إلا زاد إيمانا

منك استقيت صمودي في الحياة فما
 

أعلنت يأسا، ولا أعلنت خذلانا

مضيت في رحلتي و القيظ ملتهب


فكنت ظلا على دربي و أغصانا

و كنتِ في ظلمتي نورا أسير به
 

وفي صحارى الأسى وردا و ريحانا

أماه... يا سر ألحاني و مصدرها
 

و نبع قلبي إذا ما صرت ظمآنا

يا نبضة في فؤاد الشعر ما عرفت
 

غدرا، ولا عرفت للفضل نكرانا

يا خاطرا في خيال الحب مؤتلقا
 

يندى شموخا، و تحنانا، و عرفانا

أماه... كل الجراحات التي اشتعلت
 

تهون، لكنّ جرح البعد ما هانا

الله يعلم... كم  أضنيتُ من ألم
 

قلب النشيد، وكم قد بتُّ سهرانا

منك ابتدأت مسيري في الوجود، ومن

ينبوع عطفك، صار القلب ريّانا

على ذراعيك جاوزت الطفولة في
 

أمن، وكان ربيع العمر هتانا

عبرت لجّة ضعفي دونما تعبٍ


وكنت لي زورقا فيها و ربّانا

أماه ... لا تجزعي فالظالمون لهم
 

يوم سيجعلهم صمّا و عميانا

إن كان مولاهم الشيطان يدفعهم
 

إلى الضغائن، فالرحمن مولانا















0 comments:

إرسال تعليق