الجمعة، 31 يناير 2014

خطبة عن الحياء

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصبحه أجمعين. قبل كل شيء أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الأساتذة الأفاضل والمستمعون الكرام. حقا أنا الآن في نهاية السرور الحبور لما منحني الله هذه الفرصة العطرة كي ألقي إليكم بعضما خطر ببالي حول الموضوع المختار الحياء جهاز المناعة الأخلاقي.
إخوتي،
حينما نقلب أوراق التاريخ إلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد هناك رجلا استأذن للدخول على النبي صلى الله عليه وسلم، فسوّى النبي ثيابه بعد أن كان على حالهه مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،، ولما خرج ذلك الرجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي مجيبا لعائشة رضي الله عنها "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"
من كان هذا الرجل؟ هو ثالث الخلفاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، سماه التاريخ عثمان الحيي.
الحياء يصدر عن فطرة سليمة وطبع رقيق يلازم خلق الإنسان منذ الطفولة والصبا، أما رأيتم أيها الأحباء، الأطفال الذين يضحكون من أترابهم حينما تنكشف سوأتهم؟ بلى ...
وهنا يثير السؤال، إذن ما الذي ذهب بحياء الشباب؟ وما الذي صيرهم إلى حال تقشعر منه الجلود؟
الأحداث اليومية التي تحكيها أجهزة الإعلام تبلغ من المرارة وإثارة الهموم والأحزان ما لله به عليم.
الاعتناق بحضارة الغرب، ونمط حياتهم، هذا الذي صيرهم إلى حال فيه لا يعتبرون بما قال به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الحوى إن هو إلا وحي يوحى... ها هوذا نبي هذه الأمة يعلن "الحياء شعبة من الإيمان" وكما علمنا أيضا من حديث رواه البخاري ومسلم "الحياء لا يأتي إلا بخير" علاوة على ذلك إنه صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها.
أيها السادة ... فما أحوجنا في هذه الأيام أن نتحلى بهذا الخلق الجذاب، وما أجدر بنا أن نتخلق به فإنه لا يزيدنا إلا عزا وكرامة.
ولكننا لا نتمسك بما تمسك به أسلافنا، ولا نعتبر بما اعتبر به قدماؤنا، نحن غيرنا في جانب العقيدة غيرنا، وفي جانب العبادة غيرنا، وفي جانب التشريع غيرنا، وفي جانب الأخلاق والسلوك غيرنا، حتى صرنا أحياء بلا حياء.
فما الحيلة إذن يا أحبتي وما الوسيلة؟ والوقت عندنا ضيق، وأي صوت يوقظ الراقدين،، وأي مرشد يرشد الضالين.  
هبوا يا شباب الإسلام بضمائركم الحية، وتجملوا بحيائكم وأخلاقكم، وانهضوا لمسؤوليتكم لتعود أمتكم خير أمة أخرجت للناس، والله يتولاكم وينصركم والسلام عليكم.

0 comments:

إرسال تعليق