السبت، 25 يناير 2014

قصيدة فلسفة الحياة لإيليا أبي ماضي

فلسفة الحياة
أيـــهــذا الشــاكي ومــا بــك داء
 


كـــيف تــغدو إذا غــــدوت عليلا
 


إن شــر الجُــناة في الأرض نفس

 

تتـــوقى قـــبل الرحـــيل الرحيلا
 
وترى الشوك في الورود وتعمى

 

أن تــرى فـــوقها الــندى إكليلا
 
هــو عبء عـلى الحـياة ثـقــيل
 

مـن يـظـن الحـياة عــــبئاً ثقيلاً

والـذي نـفــسه بغـــير جـــمال
 

لا يــرى في الوجــود شيئاً جميلا

ليس أشقى ممن يرى العيش مراً
 

ويــظـــن الــلّذات فيها فــضولا
 
أحـــكمُ الـناس في الحـياة أناس
 

عـللــوها فأحـــــــــسنوا التعليلا
 
فـتــمتع بالصــبح ما دمــــــت فيه
 

لا تخف أن يزول... حتى يزولا

 

وإذا مــــا أظـــل رأسـَـــك هـــمٌ 




قصّرِ البحث فيه... كيْلاَ يطولا

 
أدركـــتْ كــنهها طـيورُ الروابي
 

فمـن العــار أن تظــل جــــهولا
 

ما تـراها والحــقل مِلكُ سواها
 

تخــــذتْ فيه مسرحا ومَقيلا
! 
تـتـغـنى، والصقر قد ملك الجو
 

عــلــــيها،  والصائدون السبيلا
 
تـتغــنى، وقد رأت بعضها يُؤْ
 

خَذُ حـــياً والــبعضَ يــقضي قـــــتيلا
 
تـتـغنى، وعــــمرُها بعضُ عام
 

أفـــتـبكي وقد تـعيــــــــش طويلا؟ 

فـــهي فوق الغصون في الفجر تتلو
 

سُـــوَرَ الـوجد والــهوى ترتـــــــيلا
 
وهـي طــوراً على الثرى واقعات
 

تـــلقــط الحــــــب أو تجر الذيولا
 

كــلما أمســك الغصونَ سكونٌ
 


صفـَّقت للــغــصون حتى تميلا
 
فإذا ذهّـــب الأصــيل الروابي


وقفــتْ فوقــها تناجي الأصيلا
 
فاطلب اللهو مثلما تطلب الأَطْ
 


يارُ عـــند الــهجـــير ظــلاً ظـــليلا
 
وتــعَـلّمْ حبّ الطــبـيعة منها
 

واترك القالَ للورى والقِيلا

فالذي يـــتقي العواذلَ يـــلقى
 

كل حين في كل شخص عذولا


 
أنت للأرض أولا وأخيرا


كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا

لا خلود تحت السماء لحيّ


فلماذا تراود المستحيلا؟

كل نجم إلى الأفول ولكن


آفة النجم أن يخاف الأفولا

غاية الورد في الرياض ذبول


كن حكيما واسبق إليه الذبولا

وإذا ما وجدت في الأرض ظلا


فتفيّأ به إلى أن يحولا

وتوقّع، إذا السماء اكفهرّت


مطرا في السهول يحيي السهولا

قل لقوم يستنزفون المآقي


هل شَفيتم مع البكاء غليلا

ما أتينا إلى الحياة لنشقى


فأريحوا، أهْل العقول، العقولا

كل من يجمع الهموم عليه


أخذته الهموم أخذا وبيلا

كـــن هزاراً في عُشه يتغنى
 

ومـع الكَــــبْلِ لا يبالي الكبولا
 
لا غـــراباً يطــارد الدود في الأرْ
 

ضِ وبـــوماً في اللـــيل يبــكــي الطلولا
 
كـن غديراً يسير في الأرض رقرا


قا فيــسقي من جانــبيه الحـــــــــــقولا
 
تــستحـمّ النــــجوم فـيه ويـــلـــقى
 

كـــــل شـــخص وكل شيء مثيلا
 
لا وعــــاء يقيد الماء حتى
 

تستحيل المياه فيه وحولا
 
كــن مع الفجر نسمةً توسِعُ الأزْ
 

اهارَ شـــماً وتارة تقبيلا
 
لا سموماً من السوافي اللواتي
 

تملأ الأرض في الظلام عويلا

ومـــع الليل كوكبا يــؤنس الغا
 

باتِ والــنهرَ والربــى والســــــهولا

لا دجــىً يكـــــــره العوالم والنا
 

سَ فيـــــلقي عــلى الجـــميع سُدولا
 
أيها ذا الشاكي وما بك داء 


كن جميلا تر الوجود جميلا

0 comments:

إرسال تعليق