يا جدي
عبد الرحمن حمادي (
القصاص السوري )
( مأخوذة من
مجلة البيان العددان: 384-385 )
صرت أعتقد
بشكل أو بآخر بأن جدي – رحمه الله – صاحب كرامات من نوع ما، فبفضله حصلت على
امتياز الجلوس مع السيد مدير المنطقة شخصيا، بل واحتساء القهوة معه، وحيث اكتشفت
أن سيادته بخلاف ما يشاع عنه يجيد التحدث والابتسام مثل بقية البشر.
صحيح أن دورية
الشرطة التي جلبتني من دائرتي إلى مكتبه سببت لي الكثير من المتاعب النفسية
والرعب، ولكن كل ذلك يهون إزاء ما سوف أتنعم به عندما يعرف مدير دائرتي من أنا، وأن
السيد مدير المنطقة هو صديقي، فقد أكد سيادته أننا بعد أن أعود من أداء المهمة
التي كلفت بها سنكون أصدقاء، وسأجد باب مكتبه مفتوحا أمامي في أي وقت أريد،
وسأعترف لكم أنني أثناء تنعمي بالجلوس في مكتب السيد مدير المنطقة ومعه شخصيا،
وبعد أن عرفت أهميتي، شعرت بالغرور، وهذا من حقي، فقد شغلت السلطات المحلية في
محافظتين متباعدتين حسب اعتراف السيد مدير المنطقة بالذات، فبعد أن قدم لي لفافة
تبغ من علبته الفاخرة أشار إلى الأوراق الموجودة على طاولته وقال:
"لقد
أجرت السلطات المحلية في محافظة – إدلب – استقصاءاتها السريعة عنك، وعلمت أنك تقيم
هنا في مدينة – القامشلي – بمحافظة – الحسكة – فأرسل السيد محافظ إدلب فاكسا للسيد
محافظ الحسكة الذي أرسل بدوره لي فاكسا يشرح فيه المشكلة ويطلب إرسالك فورا لبلدة
– د – في محافظة إدلب".
وبعد أن أمر
سيادته بتقديم القهوة لي مجددا تابع وهو يشرح لي المشكلة: "حسب الفاكس الذي
وصلني كان جدك مقيما بلدة "د"، وكان يعمل قيما على القبة في الحاكورة
الشرقية فيها، وأنت تعرف أهمية القبة بالنسبة للأهالي هناك، فهم يعتقدون بأنها
تمنحهم البركات، ولكن مؤخرا، وبسبب فيضان النهر انهارت القبة، ولتبدأ مشكلة كبيرة
فعلا، فقد صادف انهيار القبة مع بدء قطاف الزيتون، وقد اعتقد الأهالي أن ذلك نذير
شؤم، فامتنعوا عن قطاف زيتونهم إلا بعد إعادة بناء القبة، وهذا سبب مشكلة للسلطات
المحلية في محافظة إدلب، فهي متعاقدة على توريد كميات كبيرة من الزيتون إلى
الخارج، والأهالي يصرون على عدم قطف زيتونهم إلا بعد بناء القبة".
-
ولماذا لا يعيدون بناءها؟!
سألت باستغراب
واضح، فعقب السيد مدير المنطقة بنبرة تعبر عن سروره لأنني أمسكت بمفتاح فهم
القضية:
"لأنهم
يعتقدون بأنه لا يجوز بناء القبة ثانية إلا بوجود أحد أفراد عائلة جدك معهم
باعتبار أن جدك كان قيما عليها، وأنت حسب الاستقصاءات الرسمية آخر من بقي من سلالة
جدك، لهذا يجب أن تسافر فورا للبلدة... مدير الناحية هناك ينتظرك بفارغ الصبر...
اعتبر نفسك في مهمة وطنية..."
ولأن المهمة
الوطنية التي كلفني بها السيد مدير المنطقة لا تحتمل أي تأخير، فقد خرجت من مكتبه
برفقة سائقه الذي أوصلني بسيارته إلى أول حافلة نقل الركاب متجهة إلى حلب، وحيث
أستطيع منها السفر إلى بلدة "د".
جدي
طوال ثماني
ساعات أمضيتها في الحافلة باتجاه حلب كنت أحاول ترتيب الأمور في ذهني مبتدئا بجدي
الذي هو سبب ما يحدث الآن، ولأوضح لكم أهميته أذكر أنه – حسب روايات أمي رحمها
الله – كان يملك في بلدتنا "د" من الماشية ما يسرح به سبعة رعيان، ولكن
الزمن غدر به وخسر كل ما يملك.
بالطبع لم تقل
أمي وهي ترقع سراويلي كيف خسر جدي ثروته تلك، ولكن أخي الأكبر- عفا الله عنه
ورحمه- أكد مرارا أنه خسرها في حلب، ففي إحدى المرات التي نزل فيها لحلب كي يتاجر
بالمواشي تعرف في أحد الملاهي الليلية على غانية سحرته بجمالها وعرفت كيف تجعله
يقدم لها ثروته تباعا، فكان يقيم عندها بالأسابيع ولا يعود للبلدة إلا ليبيع جزء
من ماشيته ويعود بثمنها إلى التي سلبت عقله، وهكذا حتى باع آخر غنمه، وعندما عاد
إلى البلدة مفلسا بعد طول غياب، كان ابنه الوحيد الذي هو أبي قد غادر البلدة مع
زوجته التي هي أمي، وهاجرا مع طفلهما الذي هو أخي إلى مدينة القامشلي البعيدة جدا،
وحيث ولدت أمي بعد فترة من وصولهم للقامشلي طفلها الثاني الذي هو أنا.
قد يستخف
أحدكم ما أحكيه عن جدي، ولهذا دعوني أنتقل إلى أهميته كما تبينت فيما بعد، فعندما
عاد مفلسا إلى البلدة بعد طول غياب لم يجد مكانا يبيت فيه، لأن أبي كان قد باع
داره وغادر البلدة، فأقام جدي في الحاكورة الشرقية المتطرفة عن البلدة بعد أن بنى
فيها غرفة طينية مقببة معلنا بأنه سوف يعتزل الدنيا والناس بعد أن أنفق ثروته على
أعمال الخير والفقراء في حلب، أو هكذا أشاع هو بين أهل البلدة فصدقوه، وربما بسبب
ذلك صاروا يصدقونه ليكتب لهم ( الحجبيات) التي صارت تعطي مفعولها في كل شيء، بما
في ذلك فك السحر وجلب الغائب وتحبيب المبغوض.. وكان جدي يتقاضى أسعارا مرتفعة
لحجبياته مضمونة المفعول، لا لنفسه، ولكن لينفق ما يجمعه على أعمال الخير والفقراء
في حلب، ولهذا كان كلما جمع مبلغا محترما يسافر لحلب، ولا داعي لأن تحرجوني فأذكر
لكم أين كان ينفق المال.
القبة
عندما قرر أبي
في القامشلي السفر للبلدة لتفقد أحوال أبيه، جاءه الخبر بأنه قد مات، ولم يطل
الأمر بأبي حتى مات أيضا، أما القبة التي كان يسكنها جدي فقد سمعنا من معلم جاء
إلى القامشلي ليعلم فيها وهو من بلدتنا، أنها تحولت إلى مزار يقصده أصحاب الحاجات
لأن كرامات جدي التي كان يمنحها للناس عبر (حجبياته) انتقلت إلى القبة التي كان
يسكنها، بل إن عددا من عجائز البلدة أثناء مرورهم ليلا قرب القبة رأوا جدي يدخل
إليها، وهذا أمر لا يفعله إلا أصحاب الكرامات، وقد نصح المعلم يومها أخي الأكبر
بأن يذهب للبلدة ويصبح قيما على القبة لأنها تدر ذهبا بسبب الهبات السخية التي
يقدمها زائروها، لكن العرض لم يعجب أخي لأنه لا يستطيع التخلي عن جلسته المسائية
اليومية في خمارة ( أبو الريش )... المهم...بعد
وفاة أخي بعد أمي لم تخطر على بالي البلدة ولا القبة، ولولا كرامات جدي التي
وضعتني فجأة في هذه المهمة لما تذكرت حتى بأن سجلي المدني مايزال في دائرة نفوس
البلدة "د" تلك.
الدرويش قبة
منذ وصولي
لحلب بحثت عن مكان الحافلات التي تنقل الركاب إلى بلدة "د"، وأسعدني
الحظ بأن أجد مكانا في حافلة صغيرة مهترئة المقائد، كان سائقها منذ انطلاقنا يشتم
بتذمر وبصوت مرتفع حالة الركود التي تعيشها البلدة، فلم يعد أحد يسافر هذه الأيام
مع أن الوقت هو موسم قطف الزيتون، وبعد أن أشعل لفافة تبغ من النوع الرديء تابع
مخاطبا الركاب"
"- هل
تصدقون.... خرجت من البلدة بدون ركاب لحلب.. يعني اليوم لم أجمع ثمن البنزين
للسيارة".
"- كل
الحق على الحكومة.... هي لم تتحرك لنعيد بناء القبة.."
شدتني كلمات
الرجل، وقبل أن أستفسر منه عن موضوع القبة أعلن راكب آخر بثقة:
"- يا
جماعة.. ابني الشرطي في مديرية الناحية أكد لي أن الحكومة عثرت على مكان حفيد
الدرويش قبة وأرسلت تستدعيه، الله أعلم أنه سيصل اليوم".
"- الله
يبشرك بالخير يا حج حمدو"
عقب رجل آخر
بابتسامة تدل على فرح ركبه وتابع:
"- مدير
الناحية البارحة أكد أيضا للمختار بأن حفيد الدرويش قبة في طريقة للبلدة... يا جماعة...
الحكومة ليست نائمة... عندما تريد أن تفعل شيئا تفعله حتى لو كان إحضار حفيد
الدرويش قبة..."
"- هكذا
ياجدي؟! صار الآن اسمك الدرويش قبة!!"
تساءلت في سري
وأنا أخفي رغبة عارمة انتابتني بأن أضحك وهممت بأن أعلن شخصيتي للركاب، وبأنني
حفيد درويشهم الذي ينتظرونه، ولكن فضلت الصمت لأكتشف المزيد مما فعله جدي بهؤلاء.
-
يا جماعة...
قال أحد الركاب، كأنه يجلب الانتباه لقرار حاسم اتخذه،
وبعد أن اطمئن إلى أن الجميع ينتبهون إليه تابع بنوع من الصرامة:
"-
بعد أن يأتي حفيد الدرويش قبة يجب أن لا نتركه يغادر
البلدة، إن انهيار القبة إشارة لنا من الدرويش قبة بأننا يجب أن نحتفظ بحفيده
بيننا".
استحسن الركاب الفكرة، وعلق أحدهم عليها قائلا:
"-
الحق مع الدرويش قبة يا شباب، منذ عشرين سنة ونحن نستفيد
من بركات القبة بعد موته ولم نفكر يوما بالبحث عن حفيده مع أنه موجود في مدينة
الحسكة".
"-
بل في مدينة القامشلي..."
صحح له أحد الركاب معلوماته التي لم يجدها السائق صحيحة
فاعترض بثقة:
"-
الله أعلم أنه في مدينة الرقة، أحد زملائي السائقين ذكر
لي أنه رآه في الرقة".
وهكذا استمر الحديث بين الركاب عني وعن جدي حتى وصولنا
للبلدة.
لقد حمدت الله؛ لأن أحدا من الركاب لم يولني أي اهتمام
طوال الطريق، فقد كانوا مشغولين بالحديث عني، وعندما نزلت من الحافلة في ساحة
البلدة اتجهت فورا لمبنى مدير الناحية الذي أعتقد أنه أصيب بما يشبه الصدمة عندما
دخلت مكتبه وعرّفته بنفسي، ولولا كتاب السيد مدير المنطقة في القامشلي الذي زودني
به لما صدق أنني الذي ينتظره..
"-
عفوا... عفوا يا درويش... من لا يعرفك
يجهلك..."
قال ذلك مرحبا
بي بعد أن قرأ كتاب مدير المنطقة، فقاطعته وبنوع من النزق:
"-
اسمع يا سيدي... لست درويشا، ولا أعرف أي جنون أصاب الناس هنا... كل ما أريده هو أن أؤدي المهمة التي كفلني بها صديقي
مدير منطقة القامشلي هنا وأعود لبيتي..."
لم يفاجأ بكلماتي، فمظهري يدل على أنني سأقولها، فضحك
وهو يقدم لي لفافة تبغ وقال:
"-
جيد.... هذا سيسهل عملنا يا... أستاذ..
الناس ينتظرون قدومك لتذهب معهم وتتشرف على إعادة بناء
قبة جدك، وسوف أرسل فورا للمختار أعلمه بوصولك، نريد أن ننتهي من هذه المشكلة
اليوم...
الإشارة
بعد أن أرسل مدير الناحية حاجبه لإعلام المختار بوصولي
انهمك بمشروع روايته لي عن ذكرياته في القامشلي التي خدم فيها في بداية عمله
بالشرطة، ولكن قطع عليه حديثه أصوات هتاف وضجيج متأتية من الخارج، وتخلله دخول
الحاجب وهو يعلن بانهماك:
"-
أهل البلدة متجمهرون خارج المبنى يا سيدي، لقد علموا
بوصول حفيد الدرويش قبة". تملكني
خوف كبير وأنا أسمع الضجيج والهتافات تزداد في الخارج، وفكرت بأن أبقى في مكاني،
لكن مدير الناحية وقف بقلق وهو يشير لي قائلا:
"-
انهض يا أستاذ... يبدو أن البلدة كلها قد جاءت... دعنا نرافقهم لإعادة بناء القبة". تقدمت بتردد ملتصقا بمدير الناحية، وما إن خرجنا من
الباب حتى تملكتني الدهشة، فقد كان هناك المئات من الرجال والأطفال والنساء،
وبعضهم يحمل أعلاما ملونة. وما أن رأوني حتى شكلوا ما يشبه الموج وهم يتدافعون صوبي بهستيريا حقيقية
محاولين لمسي، لكن الشرطة الذين شكلوا ما يشبه الحاجز أمامي منعوهم من الوصول لي
في حين كنت أزداد التصاقا بمدير الناحية الذي نجح بعد جهد لا بأس به من جعلهم
يهدؤون قليلا، وبعد أن تأكد بأن صوته سيكون مسموعا بينهم قال بلهجة خطابية وبصوت
مرتفع:
"-
يا أهل البلدة الأكارم... لقد أحضرنا حفيد الدرويش قبة...وهذا يؤكد لكم أن الحكومة، وأنا شخصيا، مهتمون بكم، وسوف
نذهب الآن برفقة حفيد الدرويش لنبني القبة، وأرجو أن تذهبوا فورا بعد بناء القبة
لجني محصول الزيتون..."
ارتفع الصراخ والهتاف بين الناس من جديد، ثم تقدم أحدهم
وصعد الدرجات القليلة حتى صار إلى جانب مدير الناحية، وقال بصوت مرتفع خطابي:
"-
باسم أهل البلدة الأكارم نشكر الحكومة ونشكر السيد محافظ
إدلب ونشكر السيد مدير الناحية الهمام لإحضارهم الدرويش حفيد الدرويش قبة، وإننا
نعاهد الحكومة بأن نكون عند حسن ظنها، وسوف نذهب بعد بناء القبة إلى حقولنا وبساتيننا
ونجتث ونحصد الزيتون وننقله للمعاصر ونبيعه للحكومة بأي سعر تريده، ولن تكون
الحكومة إلا راضيا عنا..".
صفق الجميع مهللين لخطاب الرجل الذي بعد أن تأكد من طول
فاصل التصفيق تابع:
"-
نعم... سنبني القبة، ولكن قبل أن نباشر ببنائها نريد الإشارة من الدرويش حفيد
الدرويش".
"-
أي إشارة تريد يا مختار... هو ذا حفيد الدرويش أمامكم...".صرخ مدير الناحية بغضب واضح، فرد المختار دون أن يبالي
بغضب مدير الناحية:
"-
الدرويش قبة كان يمشي على ماء النهر دون أن يغطس فيه،
وحفيده يجب أن يكون مثله... سنحمله
للنهر ليمشي فوقه مثلما كان يفعل جده..."
"-
يا إلهي... إنهم يريدون رميي في النهر!! أنا لا أجيد السباحة..".
صرخت مستنجدا بمدير الناحية الذي احتار كيف يتعامل مع
هذا الأمر المستجد، وقبل أن يصل إلى تدبير ما، كان الناس الذين قد بلغوا أقصى
حالات الهستيريا قد اقتحموا حاجز رجال الشرطة ووصلوا إلي، وحملوني فوق أكتافهم وهم
يهتفون ويهللون، واتجهوا فيما يشبه المظاهرة الضخمة نحو النهر.
مرت لحظات لا أعرف ماهيتها، فقد كنت أصرخ برعب شديد،
وأعتقد أنني فقدت وعيي، وأنا فوق أكتافهم، لأنني لم أشعر بنفسي إلاعندما وجدت نفسي
مرميا بمياه النهر.
ياجدي..
أعتقد أن بركات جدي لازمتني بعد رميي في النهر، فأنا
الذي أغرق في شبر ماء كما يقال، انتبهت على نفسي مع غياب الشمس محشورا بين أشجار
الصفصاف على ضفة النهر في مكان بعيد عن البلدة، وقد نجحت بجر نفسي إلى الضفة مفرغا
كميات المياه الكبيرة التي ابتلعتها، وبقيت لمدة ساعتين تقريبا مستلقيا غير مصدق
أنني قد نجوت بعد أن جرتني مياه النهر كل هذه المسافة.
حمدت الله أن الليلة كانت مقمرة حيث استطعت تفقد حافظة
نقودي وتجفيف ملابسي، ولا أذكر أنني غفوت
فقد كنت أفكر بكيفية الوصول إلى الطريق العام وركوب أول سيارة عابرة تنقلني إلى
حلب، لذلك مع أول ضوء الصباح اتجهت إلى الطريق العام منتظرا بقلق سيارة ما متجهة
إلى حلب، وما هي إلا دقائق حتى لاحت لي سيارة نقل ركاب قادمة من جهة البلدة خمنت
أنها ذاهبة لحلب.
"-
يا إلهي... ماذا لو عرفني أحد الركاب؟ عندها سيعيدوني للبلدة ثانية".
تساءلت بقلق وأنا أشير للسيارة كي تتوقف، وعندما صعدت
إليها خبأت نصف وجهي بكفي متظاهرا بأنني أشكو من آلام ما في أسناني، وحشرت نفسي
بسرعة في آخر مقعد حيث تملكتني رغبة عارمة للنوم.
"-
يعني لم يجدوه حتى الآن؟".
سأل السائق الراكب الذي يجلس بجانبه مكملا حديثا سابقا
بينهما، فرد الراكب بثقة:
"-
ولن يجدوه مدير الناحية عنيد... لقد استدعى فرق غطس من إدلب بحثت طوال الليل عن جثة حفيد
الدرويش...
عبثا حاولنا إفهامه أن حفيد الدرويش لم يغرق، بل هو جالس
في أعماق النهر وسيظهر متى أراد هو...".
"-
نعم.. نعم.."
عقب راكب ثالث وتابع بتأكيد ورهبة:
"-
جده الدرويش قبة كان يغطس في النهر ويختفي في أعماقه
لمدة شهر ثم يظهر فجأة من نفس المكان الذي غطس فيه، والحفيد يحمل سر جده يا جماعة".
عندئذ لا أعرف لماذا
وكيف أطلقت ضحكة مدوية جعلت جميع الركاب ينتبهون إلي باستغراب، وما زلت
أضحك حتى الآن وأنا أنادي: يا..جدي..
0 comments:
إرسال تعليق