السبت، 25 يناير 2014

قصيدة الكبرياء لنازك الملائكة

كبرياء
لا تسلني عن سرّ أدمعيَ الحرَّ


ى فبعض الأسرار يأبى الوضوحا

بعضها يؤثر الحياة وراء الــ
ـ

ـــحسّ لغزا وإن يكن مجروحا




بعضها إن كشفتَه يستحِلْ حبّـــ


ـــاً مهانا يموت موتا حزينا

بعضها بعضها تكبّر أن يكـــ


شف عما وراءه أو يُبينا




ومئات الأسرار تكمن في دمـــــ


ــــعةِ حزن تلوح في مقلتين

ومئات الألغاز في سكتة تهــــ


ـــتزّ خلف انطباقة الشفتين





وعيون وراء أهدابها أشــ
ـ

ــــباحُ يأسٍ في حيرة وانكسار

تؤثر الظل والظلام ارتياعا
 

من ضياء يبوح بالأسرار




وقلوب تضُمُّ أشلاءها فو
 

ق جراح وأدمع وذهول

تؤثر الموت كبرياءً ولا تنطــــ


ـــق بالسرّ بالرجاء الخجول




وشفاه تموت ظمأى ولاتسْـــ
 

ـــأل أين الرحيق؟ أين الكأس؟

ونفوس تحسّ أعمق إحسا
 

سٍ وتبدو كأنها لا تحسّ




وأكفّ تودّ لو مَزّقت لو
 

قتلتْ لو تمرّدتْ في جنون

لو رأتْها الحياة قالت: هدوءٌ


وادعٌ في براءة وسكون




لو رأتْها ماذا ترى؟ كلّ شيء
 

مغرقٍ خلف داكناتِ الستور

ألفُ سترٍ وألف ظلّ من الكبــ


ـــت عميق وألف قيد ونيرٍ




لاتسلني لاتجرح السرّ في نفـــــ


ـــسي ولا تمح كبرياء سكوتي

لو تكلمتُ كان في كلّ لفظ


قبرُ حُلمٍ وفجرُ جرحٍ مميت




لو تكلمتُ كيف ترتعش الأشــــ


ــــعار حزنا. وترتمي في عياء

لو كشفتُ السرّ العميقَ فماذا


يتبقّى منّي سوى الأشلاء؟




لو تكلمت رعشة في حياتي
 

وكياني تلحّ أن أتكلّمْ

وسكوتي العميق يكتم أنفا
 

سي وقلبي يكادُ أن يتحطّمْ




لو تكلمتُ لو سكتُّ نداءا
 

نِ عميقانِ كالحياة اسنعارا

تتلاقى عليهما كلُّ أسرا
 

ري فأبقى شعرا وحبّا ونارا




وتظلّ الحياةُ تخلقُ من وجـــــ
 

ـــهي قناعا صَلْدا يفيضُ رياءا

جامدا باردا أصمّا ويُخفي
 

بعضَ شيء سمّيتُه كبرياءَ

 

                    (1947)

0 comments:

إرسال تعليق