العلاقة الدبلوماسية في السيرة النبوية ـ العلاقة الدبلوماسية عند الفرس

العلاقة الدبلوماسية عند الفرس

بقلم: محمد علي الوافي ـ الباحث/ مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جوهرلال نهروـ نيودلهي

إيران وفارس إسمان إستعملا للدلاة على قطر واحد. ولكنهما ليسا مترادفين تماما، ولمّا هاجرت الآريون  (Arians) من موطنها الأصلي جنوبي الجبل الأورال  (Ural) إلى الهضبة المرتفعة الواقعة أسفل بحر قزوين، سمّوا الموطن الجديد إيران[1]. ومعناها " موطن الآريون " ويمكن تقسيم تاريخ إيران القديم إلى ثلاثة مراحلة.

1-                      حقبة ما قبل التاريخ: وتبدأ من حوالي 100000 سنة قبل الميلاد وإنتهت تقريبا مع بداية الأف الأول قبل الميلاد.

2-                      حقبة التاريخ البدائي: وتغطي تقريبا النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد.

3-                      حقبة الأسر الحاكمة: من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عند ما أصبحت إيران في بؤرة ضوء التاريخ الإيران.  

وفي الحقبة الأولى شهدت أرض إيران للثورة الزراعة في سنة 8000 قبل الميلاد، التي ساهمت في تكوين أقدم حضارة مستقلة في مهد إيران. وفي سنة 3900 قبل الميلاد تطوّت في أرضها أول مدينة بنيت في هضبة الإيران، وهي مدينة سلاك  بالقرب من كاشان.

 هذه هي النفس البقعة الجغرافية تسمّى حاليّا إيران  (IRAN) وأهمّ الإمبراطوريات التي حكمتها قبل الإسلام هي إمبراطورية الفرس، وهي من سلالتين 1) الأخمينية وتدمّرت على يد الإسكندر حوالي 330 ق.م، ثم ظهرت سلالة فارسية أخرى عام 224 ميلادي [2]. كانت الإمبراطورية الفارسية تعرف بالدولة الفارسية  أو الكسروية، وهي أكبر من الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وقد كثرت فيها الديانات المنحرفة، كالزرادشتية، والمانيّة التي اسّس ماني في أوائل القرن الثالث الميلادي، ثم ظهرت المزدكية، في أوائل القرن الخامس الميلادي التي دعت الإباحية في كلّ شيء [3].

سمّيت المناطق في هضبة إيران بأسماء القبائل التي سكنتها، وكان أبرزها ثلاثة قبائل هي: 1) ميديا، 2) فارس، 3) بارثيا. ثمّ شملت تسمية فارس لتطلق على الهضبة الإيرانية جميعاها بعد قيام الإمبراطورية الفارسية. حيث تمكّن قورش الفارسي من تأسيس الدولة الإخمينية حوالي عام 550 قبل الميلاد، على أنقاض الدولة الميدية، وبسط نفوذه على جميع ولايات إيران كلها، ثم توسع إلى خارج البلد. وقد بلغت الدولة الفارسية أقصى إتساعها زمن الملك دارا  الذي يعتبر من أعظم ملوك الدولة الإخمينية على الإطلاق[4].

ثم أخذت الدولة بالضعف بعد هزيمة الفرس على يد الإغريق في معركة ماراثون البرية في سنة 490 قبل الميلاد. وبعد معركة سلاميس البحرية سنة 480 قبل الميلاد. وإستمرّ وضع بالإنحدار حتى سيطر عليها الإسكندر المقدوني سنة 222 قبل الميلاد.ثم حكمها سلوقيون فترة من الزمن، وبعد خمسة قرون متتالية، قامت الأسرة البارثية، بالتخلص من النفوذ الإغريقي، بدأ من منتصف القرن الثالث قبل الميلاد.حتى قيام الدولة الساسانية حوالي سنة 226 قبل الميلاد على يد أردشيربن بابك الساساني والتي إستمرّ حكمها حتى الفتح الإسلامي لبلاد العراق وفارس[5]

وقد عرف الفرس منذ قديم الزمان بعبادة العناصر الطبيعية، وأعظمها النار، وإنتشرت بيوت النار في طول البلاد وعرضها، وعكفوا على عبادتها، وبنوا لها معابد وهياكل، وكانت لها آداب وشرائع دقيقة داخل المعابد، أمّا خارجها فكان أتباعها أحرارا، يسيرون على هواهم لا فرق بينهم وبين من لا دين له.وتوجد علاقات الدبلوم في تاريخ الإيران وذلك خلال الحروب الذي وقعت بين الفارس والروم في سنة 490-479 قبل الميلاد، حيث قدّموا المعونة إلى أثينا بعد أن قدّموا العون إلى إسباطرة ضدّ أثينا، على أي حال قد توصّل الظروف الحربية في النهاية إلى إتفاقية السلام سنة 387 قبل الميلاد وذلك في عهد الملك الفارسي أرتاكسركسس[6]. وكذا يظهر دور إيران في تكوين الدبلوماسي الرائد في عهودهم.

---

[1] تاريخ إيران على مر العصور   شبكة ومنتديات التاريخ العام

[2] WIKPEDIA.ORG

[3] السيرة النبوية، الدكتور علي محمد الصلاّبي ص: 14.

[4] أطلس الخليفة عمربن الخطاب: سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث، ص:106.

[5]  أطلس الخليفة عمربن الخطاب: سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث، ص:106.

[6] تاريخ إيران على مر العصور   شبكة ومنتديات التاريخ العام.

Posted in: الدراسات,الدراسات الدينية