ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ذكريات الوافي

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك المان وإن أخطأت فيما كتبت فمني ومن الشيطان الرجيم ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الجمعة، 31 يناير 2014

خطبة عن الحياء

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصبحه أجمعين. قبل كل شيء أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الأساتذة الأفاضل والمستمعون الكرام. حقا أنا الآن في نهاية السرور الحبور لما منحني الله هذه الفرصة العطرة كي ألقي إليكم بعضما خطر ببالي حول الموضوع المختار الحياء جهاز المناعة الأخلاقي.
إخوتي،
حينما نقلب أوراق التاريخ إلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد هناك رجلا استأذن للدخول على النبي صلى الله عليه وسلم، فسوّى النبي ثيابه بعد أن كان على حالهه مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،، ولما خرج ذلك الرجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي مجيبا لعائشة رضي الله عنها "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"
من كان هذا الرجل؟ هو ثالث الخلفاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، سماه التاريخ عثمان الحيي.
الحياء يصدر عن فطرة سليمة وطبع رقيق يلازم خلق الإنسان منذ الطفولة والصبا، أما رأيتم أيها الأحباء، الأطفال الذين يضحكون من أترابهم حينما تنكشف سوأتهم؟ بلى ...
وهنا يثير السؤال، إذن ما الذي ذهب بحياء الشباب؟ وما الذي صيرهم إلى حال تقشعر منه الجلود؟
الأحداث اليومية التي تحكيها أجهزة الإعلام تبلغ من المرارة وإثارة الهموم والأحزان ما لله به عليم.
الاعتناق بحضارة الغرب، ونمط حياتهم، هذا الذي صيرهم إلى حال فيه لا يعتبرون بما قال به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الحوى إن هو إلا وحي يوحى... ها هوذا نبي هذه الأمة يعلن "الحياء شعبة من الإيمان" وكما علمنا أيضا من حديث رواه البخاري ومسلم "الحياء لا يأتي إلا بخير" علاوة على ذلك إنه صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها.
أيها السادة ... فما أحوجنا في هذه الأيام أن نتحلى بهذا الخلق الجذاب، وما أجدر بنا أن نتخلق به فإنه لا يزيدنا إلا عزا وكرامة.
ولكننا لا نتمسك بما تمسك به أسلافنا، ولا نعتبر بما اعتبر به قدماؤنا، نحن غيرنا في جانب العقيدة غيرنا، وفي جانب العبادة غيرنا، وفي جانب التشريع غيرنا، وفي جانب الأخلاق والسلوك غيرنا، حتى صرنا أحياء بلا حياء.
فما الحيلة إذن يا أحبتي وما الوسيلة؟ والوقت عندنا ضيق، وأي صوت يوقظ الراقدين،، وأي مرشد يرشد الضالين.  
هبوا يا شباب الإسلام بضمائركم الحية، وتجملوا بحيائكم وأخلاقكم، وانهضوا لمسؤوليتكم لتعود أمتكم خير أمة أخرجت للناس، والله يتولاكم وينصركم والسلام عليكم.

العالم عالمك

حين ترى السماء سقفا لبيتك، والقمر مصباح غرفتك، وحين ترى البحيرات مرآتك، والحقول حديقتك، وحين ترى العصافير فرقتك الموسيقية، ومنحنيات الجبال مخططاتك البيانية، والعالم بأسره أسرتك.... ستدرك أن العالم عالمك.

زوجات علي كرم الله وجهه

1 فاطمة الزهراء بنت النبيي صلى الله عليه وسلم
2 خولة بنت  جعفر بن قيس
3 ليلى بنت  مسعود
4 أم البنين  بنت  حزام
5 أسماء بنت العميس
6 صهباء
7 أمامة بنت أبي العاص حفيدة النبيي صلى الله عليه وسلم

8 أم سعيد بنت  عروة

الأقطاب الأربعة

الأول  الشيخ عبد القادر الجيلانيي  وهو يلقب بقطب الأقطاب
والثاني الشيخ أحمد الرفاعي 
والثالث الشيخ أحمد  البدوي
والرابع الشيخ إبراهيم  الدسوقي  قدس الله أسرارهم

خطبة عن الموضوع الطفولة تفتر واللأخلاقية تسيطر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، أيها الأساتذة الأفاضل، وزملائي الأحباء، في هذه المناسبة العطرة، يحلوا لي أن ألقي إليكم كلمة أو كلمتين حول الموضوع ’ الطفولة تفتر، واللأخلاقية تسيطر‘
 أيها المستمعون الكرام،
نحن نعيش في عالم أو في عصر تقدمت فيه العلوم حق التقدم وبلغت حقولها قمة التطور، فأصبحت التسهيلات متوفرة، ومستوى الحياة عالية بحيث تظهر مظاهر هذا الازدهار العلمي في كل جانب من جوانب الحياة البشرية. وبالرغم من أن لهذا التقدم العالي تأثيرات إيجابية في المجتمع الإنساني، بل لها تأثيرات سلبية في تشكيل الهيكل الاجتماعي.
أيها الإخوة، أدعوا انتباهكم إلى أحوال إنسان اليوم، نرى فيها انحرافا شديدا عن جادة الخير والصلاح، وانتشارا وسعيا للفساد ومساويالأخلاق. وقد احتلت اللا أخلاقية مكانة الأخلاقية، حتى عضت بالنواجذ على الإنسان بكامله، على طفولته وشبابه وشيخوخته. فانظروا إلى أصدقائنا وأتباعنا ونحن في الطفولة، وهم مولعون بممارسة الشرور ومزاولتها بدون أي خجل ولا ملل، هم مدمنون على المسكرات والمخدرات.
يا للخجل يا للخجل... نحن الأطفال، نستمع دوما أو يوما فيوما إلى محاضرات توعوية وتعليمات تربوية ثم نفسد أجسامنا بتناول الأشياء الخطرة. أقول بدون شك ولا ريب إذا فحصت حقائبنا التي نحملها إلى مدارسنا، توجد في كثير منها علاب ولفيفات تحفظ فيها مخدرات.
ولا نستغرب اليوم رؤية الأطفال يجتمعون في مواعدهم، يحتفلون بميلاد أحدهم، شاربين الخمر ومنتهكين الحرمات.
ألا هم يخطون خطاهم نحو تقاليد كبارهم الشبان......
لماذا تسيطر اللآخلاقية وتفتر الأخلاقية؟
هيا نجيب أن لوسائل الإعلام، المرئية منها بشكل خاص، يدا لا تجحد في حقن مشاعر الرذيلة في قلوب البشرية وقد جعلت الأطفال يسبحون في تيار هواهم وحب نفوسهم.
أيها المستمعون الكرام... 
حذار... حذار، لقد غلب الشر على الخير واللآخلاقية على الأخلاقية والرذيلة على الفضيلة والبطن على الروح.
وكيف المناص والمحيص من هذا الوضع  الفضيع، من هذا المستنقع الوضيع؟
ذلك بالتحكم من قبل الآباء والأمهات في معاملات أطفالهم وبحفظهم من التورط في صداقة الأشرار وصحبتهم... ولا أريد الإطالة وفقنا الله لهذا.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبة عن الإمام البخاري رحمه الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، أيها الأساتذة الأفاضل، وزملائي الأحباء، في هذه المناسبة العطرة، يحلوا لي أن ألقي إليكم كلمة أو كلمتين في وصف أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري.
إخوة الإيمان، سيرة العظماء من العلماء الأوائل هي القدوة المثلى والأسوة العليا، وإبرازها تحفيز وتشجيع لفتياننا وفتياتنا لنيل درجاتهم العلى، ها هوذا أمامكم كتاب تاريخ بغداد، وقلبوا أوراقها فيوجد فيه أنه رآه غير واحد في المنام يمشي خلف الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، كلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه وضع البخاري رحمه الله قدمه في ذلك الموضع" يا للعجب فتلك قدوة وكرامة، فهل بعد هذه القدوة قدوة، وهل بعد هذه الكرامة كرامة؟
إخوة الإيمان، كان رحمه الله نحيف الجسم ليس بالطويل ولا القصير، ذاق اليتم كما هي سنة أكثر العظماء والنبلاء... كثيرا ما تدهشنا سيرته إذ يصحح للشيخ خطأه وهو ابن احدى عشرة سنة... حقا هو أمير أهل الحديث، لم يشهد التاريخ مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث. وانتشر علمه في الأمصار، واشتهر في سائر الأقطار، حتى أصبح حجة في أقوال سيد الأبرار.
إخوة الإيمان، كفى به فخرا أنه هو الكاتب والمدوِّن لأفضل الكتب وأصحها بعد كتاب الله، وابتدأ رحمه الله تصنيفه وترتيبه وتبويبه في المسجد الحرام مع غاية الدقة والورع، وإليه يشير حيث يقول" ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين".
إخوة الإيمان، وبوفرة علمه وكثرة علمه ورغبة اتباعه للسنة، بلغت الآفاق شهرته، وسابق العلماء عليه بالثناء... حتى قال يحي بن جعفر رحمه الله " لو قدرت أن في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد وموته ذهاب العلم".
وكان في الإمام رحمه الله من الورع والتقوى ما يدعوا للدهشة والإعجاب، ويكفي ذلك قوله " إني لأرجوا أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا"... توفي رحمه الله ليلة عيد الفطر وعمره إثنان وستين، وطويت صفحة من صفحات العلماء العاملين، ولكن ضوءها ظل ينير الطريق للسائرين والعابرين.
إخوة الإيمان، أما آن لنا أن نتمسك بهديهم وقدوتهم، أما آن لنا أن نعتبر بعلمهم وعملهم وورعهم ، حتى نسلك مسلكهم، ونذهب مذهبهم... وفقنا الله لهذا وسامحوني في الختام أشكركم على حسن استماعكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توفيق الحكيم


(1898م – 1987م)
ولد توفيق الحكيم  في الإسكندرية من أب كان وكيلا للنيابة. وأم تركية الأصل تحسن القراءة والكتابة.
وكانت دراسته بحكم وظيفة أبيه تتردد على الكتاتيب والمدارس. والتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية في دسوق سنة 1910م.
توجه إلى القاهرة يطلب الدروس الثانوية والعالية. فنال شهادة البكالوريا ثم التحق بمدرسة الحقوق.
وبعد حصوله على الليسانس في الحقوق سافر إلى فرنسا للتعمق في دراسة القانون. ولكنه لم يستطع التفرغ للقانون إذ أهمه الأدب والفنّ.
وقد انتخب سنة 1954م عضوا في المجمع اللغوي.
توفيق الحكيم من أغنى أدباء هذا العصر فكرا وفنا. وقد خلّف وراءه أعمالا كثيرة قيمة تعبّر عن عبقريته الأدبية. ومنها أهل الكهف، ومدرسة المغفلين، وشمس النهار، وشهرازاد، القصر المسحور، حمار الحكيم، عهد الشيطان.
تعالج مسرحياته صراع الإنسان مع الزمان والمكان والعوائق التي تقف في طريقه المصيري.

دم البعوض

جاء رجل من أهل العراق إلى عبد الله بن عمر (ر)  فسأله عن دم البعوض... فقال ممن أنت؟  قال من أهل العراق...  قال لمن حوله " أنظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هما ريحاناي من الدنيا"

الشيماء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم

الشيماء
أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وكانت تحمل محمدا صغيرا حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعا في بني سعد، تساعد أمها حليمة في تحمل العبء، وكان ذلك قبل أن يدب على قدميه ويمشي...
كانت الشيماء في حدود ما بين الرابعة إلى الخامسة من عمرها،
قال ابن عبد البر في الاستيعاب، الشيماء أو  الشماء إسمها حذافة.
وذكر ابن إسحاق : أن إخوة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عبد الله وأنية وحذافة وهي الشيماء.
تأخر إسلام هذه الأسرة إلى ما بعد حنين في العام الثامن للهجرة.
وفي الجعرانة جاءت الشيماء تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ترجوا الخير عنده، فأذن لها ولا يعرفها، حتى قالت: يا رسول الله إني لأختك من الرضاعة... فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما علامة ذلك؟ فقالت عضة عضضتنيها في ظهري..
فتجلت صور الأيام التي قضاها في بني سعد  فعرف صدق الشيماء فيما تقول فأكرمها النبي صلى الله عليه وسلم.

السبت، 25 يناير 2014

نزار قباني


نزار قباني
(1923م – 1998م)
ولد سنة 1923 وترعرع في إحدى بيوت دمشق الفاخرة.
كان أبوه تاجر الحلويات، وكان يهوي الشعر ويتذوقه
كان ذا إلمام جيد بالشعر الإنجليزي والفرنسي
وكان متأثرا بالأسلوب الشعري الحديث ولم يتقيد بالأوزان
كانت المرأة ككائن مادي جزأ لا يتجزّأ من أوائل أشعاره ثم تحوّلت في أواخر أشعاره إلى شريكة اجتماعية.
تخرج في القانون من جامعة دمشق سنة 1945 وفي سنة 1966 استقال من وظيفته الحكومية وانتقل إلى بيروت ليستقر فيه.
 وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته في لندن يكتب الشعر السياسي. ومن قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟" و"أم كلثوم على قائمة التطبيع".
وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998م، ودفن في مسقط رأسه، دمشق.
ومن دواوينه:
قالت لي السماء, طفولة نهد، سامبا، أنت لي، قصائد، حبيبتي، الرسم بالكلمات.

إحسان عبد القدوس



إحسان عبد القدوس
(1919م – 1990م)
روائي مصري مشهور
ولد سنة 1919م في أسرة عريقة في العلم والأدب.
كان جده شيخا للأزهر وأبوه مهندسا وشاعرا وروائيا.
نشر له أولى قصصه وهو في العاشرة من عمره
تخرج في القانون من جامعة القاهرة سنة 1942م ولكنه مارس عمله كصحافي.
كان يجيد الإنجليزية والفرنسية والروسية
له مئات الأعمال الأدبية بين روايات وقصص قصيرة.
ويتميز أسلوبه بالسهولة والدعابة واستعمال اللهجة العامية في المحاورات.
يعالج في أعماله الحياة الاجتماعية والتطورات السياسية.
ومن رواياته المشهورة:
‘لن أعيش في جلباب أبي’ و‘يا عزيزي كلنا لصوص’ و‘غابت الشمس ولم يظهر القمر’ و‘رائحة الورد وأنف لاتشم’ و‘الحياة فوق الضباب’.

محمود درويش


محمود درويش
(1941م – 2008م)
ولد محمود سليم حسين درويش  في قرية البروة – فلسطين-  في مارس 9 سنة1941م.
يعتبر درويش من أعظم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، وأبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه.
في شعره يمتزج حب الوطن بالحبيبة الأنثى.  يسمونه شاعر فلسطين، ويعد شاعر المقاومة الفلسطينية.
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدء من العام 1961م بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام1972م حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل
وتوفي سنة 2008م.
من مؤلفاته:
عصافير بلا أجنحة، سجل انا عربي، أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل، العصافير تموت في الجليل، حبيبتي تنهض من نومها، أحبك او لا أحبك، وغيرها

عبد الرحمن صالح العشماوي


عبد الرحمن صالح العشماوي
عبد الرحمن صالح العشماوي شاعر سعودي اشتهر بشعره الإسلامي التوجه ولد في قرية عراء من منطقة الباحة بجنوب المملكة سنة 1375هــ الموافق 1956م.
وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية هناك، والتحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403هــ  وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 هــ
تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في الجامعة نفسها. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى يتقاعد.
فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة بأسلوب حماسي.
فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك
ومن دواوينه:
 إلى أمتي، صراع مع النفس، مأساة التاريخ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر، إلى حواء، عندما يعزف الرصاص، شموخ في زمن الانكسار، يا أمة الإسلام، مشاهد من يوم القيامة، عندما تشرق الشمس، يا ساكنة القلب، وقصائد إلى لبنان..

مصطفى لطفي المنفلوطي


مصطفى لطفي المنفلوطي
 (1876م-1924م)

ولد السيد مصطفى بن محمد بن حسن بن محمد لطفي المنفلوطي بمدينة منفلوط – محافظة أسيوط بمصر.
وهو من الأشراف الذين ينتهي نسبهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
درس في الأزهر عشر سنوات، نابغة في الإنشاء والأدب.
ورغم قصر عمره وقلة عدد أعماله الأدبية وتقارب محاورها الفكرية وأساليبها التعبيرية، كان أشد تأثيرا في أدباء النصف الأول من القرن العشرين. وأكثرهم تأثرا به هم كتاب الرواية، يتساوي في ذلك الواقعيون المجددون، أمثال نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي، والرومانسيون التقليديون أمثال محمد عبد الحليم عبد الله، ويوسف السباعي. ولم يكن أدب المنفلوطي مقروءا فحسب، وإنما كان الكثيرون يحفظونه عن ظهر القلب.
كان المنفلوطي في النثر كالبارودي في الشعر كلاهما أحيا وجدّد، ونهج وعبّد. وكتابة المنفلوطي تهدف الى  تحبيب الفضيلة والصد عن الرذيلة وتدعو الى حياة الاستقامة وعمل البر والإحسان.
وهو أحد العباقرة الستة في الأدب العربي:
أحمد شوقي ( شعر )
طه حسين ( دراسة أدبية )
يوسف إدريس ( قصة قصيرة )
توفيق الحكيم ( مسرحية )
نجيب محفوظ ( رواية )
مصطفى لطفي المنفلوطي ( مقالة أدبية )

حافظ إبراهيم


حافظ إبراهيم
(1871م - 1932م )
شاعر النيل، محمد حافظ بك بن إبراهيم أفندي فهمي ولد في سفينة كانت ترسو على شاطئ النيل أمام بلدة ديروط في أعلى صعيد مصر من أب مصري مهندس وأم تركية الأصل.
انحصرت دراسته في المرحلة الابتدائية والفنون العسكرية وقد استعاض عن هذا بمطالعة الكتب ومجالسة الأدباء. وقد ساعدته ذاكرته العجيبة على أن يجمع قدرا كبيرا من الأمثال والنوادر فضلا عن الشعر القديم والحديث.
وفي سنة 1891م تخرج في المدرسة الحربية ضابطا في الجيش برتبة ملازم، ثم نقل إلى دائرة البوليس في وزارة الداخلية. وفي سنة 1901 استقال من خدمة الجيش، وعكف على المطالعة والكتابة والنظم حتى صار شاعرا كبيرا.
حب حافظ إبراهيم لكل ما هو عربي يفوق التصوير والتصور، وما من شيء يداني حبه للعرب سوى حبه لدينه وإخلاصه لإسلامه وهو مع ذلك لم يؤخذ بتعصب أو بعنصرية.
يقول طه حسين: "لا أعرف بين شعراء هذه الأيام شاعرا جعلته طبيعته مرآة صافية لحياة نفسه ولحياة شعبه كحافظ".
وعرّب جزئين من "البؤساء" لفيكتور هوجو، كما عرّب هو وصديقه خليل مطران كتاب "الموجز في الاقتصاد السياسي". وله من الكتب المدرسية أيضا كتيب في "الاقتصاد" وجزآن من "كتيب في التربية الأولية".

طه حسين


طه حسين
(1889م- 1973م)
أديب وناقد مصريّ كبير. لقب بــــ عميد الأدب العربي.
ولد بمحافظة مغاغة فى مصر العليا. فقد بصره وهو فى الثالثة من عمره.
فى سنة 1902م دخل الأزهر وفى 1912م التحق بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة الحالية) فنال منها دكتوراه الأولى سنة 1914م على رسالته "تجديد ذكرى أبي العلاء"، وقد أوفدته الجامعة في بعثة إلى السوربون حيث نال دكتوراه الثانية في الفلسفة على رسالته "فلسفة ابن خلدون الاجتماعية".
وفي سنة 1917م تزوج فرنسية تدعى ‘سوزان’ وأنجب منها السيدة أمينة حرم الدكتور محمد حسن الزيات، والدكتور مؤنس الذي كان يعمل في منظمة ‘الأونسكو’ بباريس.
وفي سنة 1925م عُيّن أستاذ الآداب العربية في الجامعة المصرية، وانتدب عميدا لكلية الآداب في تلك الجامعة نفسها سنة 1930م.
وكان من العناصر الأساسية التي في تأسيس جامعة الإسكندرية وقد أصبح في سنة 1942م أول مدير لها.
وفي سنة 1950م اختير وزيرا للتعليم   وعمل على إقرار التعليم المجاني لأبناء شعبه و نادى بمبدإه المشهور  " التعليم (اجباري )  كالماء والهواء ".
وفي سنة 1951م منحته كلية ترينتي بجامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.
وأسس جامعة عين شمس.
له إنتاج وافر يتوزع في الصحف والمحاضرات والكتب ويشمل الأدب والنقد والسيرة والقصة.
من مؤلفاته الكثيرة: "الأيام"(سيرة ذاتية في 3 أجزاء) و"المعذبون في الأرض" و"في الأدب الجاهلي" و"حديث الأربعاء" و"مع المتنبي" و"على هامش السيرة" و"شجرة البؤس" و"دعاء الكروان".
وله ترجمات كثيرة.

الاختبار الشفوي لامتحان الوافي


يا جدي قصة لعبد الرحمن حمادي

يا جدي
عبد الرحمن حمادي ( القصاص السوري )
( مأخوذة من مجلة البيان العددان: 384-385 )
صرت أعتقد بشكل أو بآخر بأن جدي – رحمه الله – صاحب كرامات من نوع ما، فبفضله حصلت على امتياز الجلوس مع السيد مدير المنطقة شخصيا، بل واحتساء القهوة معه، وحيث اكتشفت أن سيادته بخلاف ما يشاع عنه يجيد التحدث والابتسام مثل بقية البشر.
صحيح أن دورية الشرطة التي جلبتني من دائرتي إلى مكتبه سببت لي الكثير من المتاعب النفسية والرعب، ولكن كل ذلك يهون إزاء ما سوف أتنعم به عندما يعرف مدير دائرتي من أنا، وأن السيد مدير المنطقة هو صديقي، فقد أكد سيادته أننا بعد أن أعود من أداء المهمة التي كلفت بها سنكون أصدقاء، وسأجد باب مكتبه مفتوحا أمامي في أي وقت أريد، وسأعترف لكم أنني أثناء تنعمي بالجلوس في مكتب السيد مدير المنطقة ومعه شخصيا، وبعد أن عرفت أهميتي، شعرت بالغرور، وهذا من حقي، فقد شغلت السلطات المحلية في محافظتين متباعدتين حسب اعتراف السيد مدير المنطقة بالذات، فبعد أن قدم لي لفافة تبغ من علبته الفاخرة أشار إلى الأوراق الموجودة على طاولته وقال:
"لقد أجرت السلطات المحلية في محافظة – إدلب – استقصاءاتها السريعة عنك، وعلمت أنك تقيم هنا في مدينة – القامشلي – بمحافظة – الحسكة – فأرسل السيد محافظ إدلب فاكسا للسيد محافظ الحسكة الذي أرسل بدوره لي فاكسا يشرح فيه المشكلة ويطلب إرسالك فورا لبلدة – د – في محافظة إدلب".
وبعد أن أمر سيادته بتقديم القهوة لي مجددا تابع وهو يشرح لي المشكلة: "حسب الفاكس الذي وصلني كان جدك مقيما بلدة "د"، وكان يعمل قيما على القبة في الحاكورة الشرقية فيها، وأنت تعرف أهمية القبة بالنسبة للأهالي هناك، فهم يعتقدون بأنها تمنحهم البركات، ولكن مؤخرا، وبسبب فيضان النهر انهارت القبة، ولتبدأ مشكلة كبيرة فعلا، فقد صادف انهيار القبة مع بدء قطاف الزيتون، وقد اعتقد الأهالي أن ذلك نذير شؤم، فامتنعوا عن قطاف زيتونهم إلا بعد إعادة بناء القبة، وهذا سبب مشكلة للسلطات المحلية في محافظة إدلب، فهي متعاقدة على توريد كميات كبيرة من الزيتون إلى الخارج، والأهالي يصرون على عدم قطف زيتونهم إلا بعد بناء القبة".
-                   ولماذا لا يعيدون بناءها؟!
سألت باستغراب واضح، فعقب السيد مدير المنطقة بنبرة تعبر عن سروره لأنني أمسكت بمفتاح فهم القضية:
"لأنهم يعتقدون بأنه لا يجوز بناء القبة ثانية إلا بوجود أحد أفراد عائلة جدك معهم باعتبار أن جدك كان قيما عليها، وأنت حسب الاستقصاءات الرسمية آخر من بقي من سلالة جدك، لهذا يجب أن تسافر فورا للبلدة... مدير الناحية هناك ينتظرك بفارغ الصبر... اعتبر نفسك في مهمة وطنية..."
ولأن المهمة الوطنية التي كلفني بها السيد مدير المنطقة لا تحتمل أي تأخير، فقد خرجت من مكتبه برفقة سائقه الذي أوصلني بسيارته إلى أول حافلة نقل الركاب متجهة إلى حلب، وحيث أستطيع منها السفر إلى بلدة "د".
                                 جدي
طوال ثماني ساعات أمضيتها في الحافلة باتجاه حلب كنت أحاول ترتيب الأمور في ذهني مبتدئا بجدي الذي هو سبب ما يحدث الآن، ولأوضح لكم أهميته أذكر أنه – حسب روايات أمي رحمها الله – كان يملك في بلدتنا "د" من الماشية ما يسرح به سبعة رعيان، ولكن الزمن غدر به وخسر كل ما يملك.
بالطبع لم تقل أمي وهي ترقع سراويلي كيف خسر جدي ثروته تلك، ولكن أخي الأكبر- عفا الله عنه ورحمه- أكد مرارا أنه خسرها في حلب، ففي إحدى المرات التي نزل فيها لحلب كي يتاجر بالمواشي تعرف في أحد الملاهي الليلية على غانية سحرته بجمالها وعرفت كيف تجعله يقدم لها ثروته تباعا، فكان يقيم عندها بالأسابيع ولا يعود للبلدة إلا ليبيع جزء من ماشيته ويعود بثمنها إلى التي سلبت عقله، وهكذا حتى باع آخر غنمه، وعندما عاد إلى البلدة مفلسا بعد طول غياب، كان ابنه الوحيد الذي هو أبي قد غادر البلدة مع زوجته التي هي أمي، وهاجرا مع طفلهما الذي هو أخي إلى مدينة القامشلي البعيدة جدا، وحيث ولدت أمي بعد فترة من وصولهم للقامشلي طفلها الثاني الذي هو أنا.
قد يستخف أحدكم ما أحكيه عن جدي، ولهذا دعوني أنتقل إلى أهميته كما تبينت فيما بعد، فعندما عاد مفلسا إلى البلدة بعد طول غياب لم يجد مكانا يبيت فيه، لأن أبي كان قد باع داره وغادر البلدة، فأقام جدي في الحاكورة الشرقية المتطرفة عن البلدة بعد أن بنى فيها غرفة طينية مقببة معلنا بأنه سوف يعتزل الدنيا والناس بعد أن أنفق ثروته على أعمال الخير والفقراء في حلب، أو هكذا أشاع هو بين أهل البلدة فصدقوه، وربما بسبب ذلك صاروا يصدقونه ليكتب لهم ( الحجبيات) التي صارت تعطي مفعولها في كل شيء، بما في ذلك فك السحر وجلب الغائب وتحبيب المبغوض.. وكان جدي يتقاضى أسعارا مرتفعة لحجبياته مضمونة المفعول، لا لنفسه، ولكن لينفق ما يجمعه على أعمال الخير والفقراء في حلب، ولهذا كان كلما جمع مبلغا محترما يسافر لحلب، ولا داعي لأن تحرجوني فأذكر لكم أين كان ينفق المال.
                                  القبة
عندما قرر أبي في القامشلي السفر للبلدة لتفقد أحوال أبيه، جاءه الخبر بأنه قد مات، ولم يطل الأمر بأبي حتى مات أيضا، أما القبة التي كان يسكنها جدي فقد سمعنا من معلم جاء إلى القامشلي ليعلم فيها وهو من بلدتنا، أنها تحولت إلى مزار يقصده أصحاب الحاجات لأن كرامات جدي التي كان يمنحها للناس عبر (حجبياته) انتقلت إلى القبة التي كان يسكنها، بل إن عددا من عجائز البلدة أثناء مرورهم ليلا قرب القبة رأوا جدي يدخل إليها، وهذا أمر لا يفعله إلا أصحاب الكرامات، وقد نصح المعلم يومها أخي الأكبر بأن يذهب للبلدة ويصبح قيما على القبة لأنها تدر ذهبا بسبب الهبات السخية التي يقدمها زائروها، لكن العرض لم يعجب أخي لأنه لا يستطيع التخلي عن جلسته المسائية اليومية  في خمارة ( أبو الريش )... المهم...بعد وفاة أخي بعد أمي لم تخطر على بالي البلدة ولا القبة، ولولا كرامات جدي التي وضعتني فجأة في هذه المهمة لما تذكرت حتى بأن سجلي المدني مايزال في دائرة نفوس البلدة "د" تلك.

                              الدرويش قبة
منذ وصولي لحلب بحثت عن مكان الحافلات التي تنقل الركاب إلى بلدة "د"، وأسعدني الحظ بأن أجد مكانا في حافلة صغيرة مهترئة المقائد، كان سائقها منذ انطلاقنا يشتم بتذمر وبصوت مرتفع حالة الركود التي تعيشها البلدة، فلم يعد أحد يسافر هذه الأيام مع أن الوقت هو موسم قطف الزيتون، وبعد أن أشعل لفافة تبغ من النوع الرديء تابع مخاطبا الركاب"
"- هل تصدقون.... خرجت من البلدة بدون ركاب لحلب.. يعني اليوم لم أجمع ثمن البنزين للسيارة".
"- كل الحق على الحكومة.... هي لم تتحرك لنعيد بناء القبة.."
شدتني كلمات الرجل، وقبل أن أستفسر منه عن موضوع القبة أعلن راكب آخر بثقة:
"- يا جماعة.. ابني الشرطي في مديرية الناحية أكد لي أن الحكومة عثرت على مكان حفيد الدرويش قبة وأرسلت تستدعيه، الله أعلم أنه سيصل اليوم".
"- الله يبشرك بالخير يا حج حمدو"
عقب رجل آخر بابتسامة تدل على فرح ركبه وتابع:
"- مدير الناحية البارحة أكد أيضا للمختار بأن حفيد الدرويش قبة في طريقة للبلدة... يا جماعة... الحكومة ليست نائمة... عندما تريد أن تفعل شيئا تفعله حتى لو كان إحضار حفيد الدرويش قبة..."
"- هكذا ياجدي؟! صار الآن اسمك الدرويش قبة!!"
تساءلت في سري وأنا أخفي رغبة عارمة انتابتني بأن أضحك وهممت بأن أعلن شخصيتي للركاب، وبأنني حفيد درويشهم الذي ينتظرونه، ولكن فضلت الصمت لأكتشف المزيد مما فعله جدي بهؤلاء.
-                   يا جماعة...
قال أحد الركاب، كأنه يجلب الانتباه لقرار حاسم اتخذه، وبعد أن اطمئن إلى أن الجميع ينتبهون إليه تابع بنوع من الصرامة:
"- بعد أن يأتي حفيد الدرويش قبة يجب أن لا نتركه يغادر البلدة، إن انهيار القبة إشارة لنا من الدرويش قبة بأننا يجب أن نحتفظ بحفيده بيننا".
استحسن الركاب الفكرة، وعلق أحدهم عليها قائلا:
"- الحق مع الدرويش قبة يا شباب، منذ عشرين سنة ونحن نستفيد من بركات القبة بعد موته ولم نفكر يوما بالبحث عن حفيده مع أنه موجود في مدينة الحسكة".
"- بل في مدينة القامشلي..."
صحح له أحد الركاب معلوماته التي لم يجدها السائق صحيحة فاعترض بثقة:
"- الله أعلم أنه في مدينة الرقة، أحد زملائي السائقين ذكر لي أنه رآه في الرقة".
وهكذا استمر الحديث بين الركاب عني وعن جدي حتى وصولنا للبلدة.
لقد حمدت الله؛ لأن أحدا من الركاب لم يولني أي اهتمام طوال الطريق، فقد كانوا مشغولين بالحديث عني، وعندما نزلت من الحافلة في ساحة البلدة اتجهت فورا لمبنى مدير الناحية الذي أعتقد أنه أصيب بما يشبه الصدمة عندما دخلت مكتبه وعرّفته بنفسي، ولولا كتاب السيد مدير المنطقة في القامشلي الذي زودني به لما صدق أنني الذي ينتظره..
"- عفوا... عفوا يا درويش... من لا يعرفك يجهلك..."
قال ذلك مرحبا بي بعد أن قرأ كتاب مدير المنطقة، فقاطعته وبنوع من النزق:
"- اسمع يا سيدي... لست درويشا، ولا أعرف أي جنون أصاب الناس هنا... كل ما أريده هو أن أؤدي المهمة التي كفلني بها صديقي مدير منطقة القامشلي هنا وأعود لبيتي..."
لم يفاجأ بكلماتي، فمظهري يدل على أنني سأقولها، فضحك وهو يقدم لي لفافة تبغ وقال:
"- جيد.... هذا سيسهل عملنا يا... أستاذ.. الناس ينتظرون قدومك لتذهب معهم وتتشرف على إعادة بناء قبة جدك، وسوف أرسل فورا للمختار أعلمه بوصولك، نريد أن ننتهي من هذه المشكلة اليوم...                                                                                                                                                                           الإشارة
بعد أن أرسل مدير الناحية حاجبه لإعلام المختار بوصولي انهمك بمشروع روايته لي عن ذكرياته في القامشلي التي خدم فيها في بداية عمله بالشرطة، ولكن قطع عليه حديثه أصوات هتاف وضجيج متأتية من الخارج، وتخلله دخول الحاجب وهو يعلن بانهماك:
"- أهل البلدة متجمهرون خارج المبنى يا سيدي، لقد علموا بوصول حفيد الدرويش قبة". تملكني خوف كبير وأنا أسمع الضجيج والهتافات تزداد في الخارج، وفكرت بأن أبقى في مكاني، لكن مدير الناحية وقف بقلق وهو يشير لي قائلا:
"- انهض يا أستاذ... يبدو أن البلدة كلها قد جاءت... دعنا نرافقهم لإعادة بناء القبة". تقدمت بتردد ملتصقا بمدير الناحية، وما إن خرجنا من الباب حتى تملكتني الدهشة، فقد كان هناك المئات من الرجال والأطفال والنساء، وبعضهم يحمل أعلاما ملونة. وما أن رأوني حتى شكلوا ما يشبه الموج وهم يتدافعون صوبي بهستيريا حقيقية محاولين لمسي، لكن الشرطة الذين شكلوا ما يشبه الحاجز أمامي منعوهم من الوصول لي في حين كنت أزداد التصاقا بمدير الناحية الذي نجح بعد جهد لا بأس به من جعلهم يهدؤون قليلا، وبعد أن تأكد بأن صوته سيكون مسموعا بينهم قال بلهجة خطابية وبصوت مرتفع:
"- يا أهل البلدة الأكارم... لقد أحضرنا حفيد الدرويش قبة...وهذا يؤكد لكم أن الحكومة، وأنا شخصيا، مهتمون بكم، وسوف نذهب الآن برفقة حفيد الدرويش لنبني القبة، وأرجو أن تذهبوا فورا بعد بناء القبة لجني محصول الزيتون..."
ارتفع الصراخ والهتاف بين الناس من جديد، ثم تقدم أحدهم وصعد الدرجات القليلة حتى صار إلى جانب مدير الناحية، وقال بصوت مرتفع خطابي:
"- باسم أهل البلدة الأكارم نشكر الحكومة ونشكر السيد محافظ إدلب ونشكر السيد مدير الناحية الهمام لإحضارهم الدرويش حفيد الدرويش قبة، وإننا نعاهد الحكومة بأن نكون عند حسن ظنها، وسوف نذهب بعد بناء القبة إلى حقولنا وبساتيننا ونجتث ونحصد الزيتون وننقله للمعاصر ونبيعه للحكومة بأي سعر تريده، ولن تكون الحكومة إلا راضيا عنا..".
صفق الجميع مهللين لخطاب الرجل الذي بعد أن تأكد من طول فاصل التصفيق تابع:
"- نعم... سنبني القبة، ولكن قبل أن نباشر ببنائها نريد الإشارة من الدرويش حفيد الدرويش".
"- أي إشارة تريد يا مختار... هو ذا حفيد الدرويش أمامكم...".صرخ مدير الناحية بغضب واضح، فرد المختار دون أن يبالي بغضب مدير الناحية:
"- الدرويش قبة كان يمشي على ماء النهر دون أن يغطس فيه، وحفيده يجب أن يكون مثله... سنحمله للنهر ليمشي فوقه مثلما كان يفعل جده..."
"- يا إلهي... إنهم يريدون رميي في النهر!! أنا لا أجيد السباحة..".
صرخت مستنجدا بمدير الناحية الذي احتار كيف يتعامل مع هذا الأمر المستجد، وقبل أن يصل إلى تدبير ما، كان الناس الذين قد بلغوا أقصى حالات الهستيريا قد اقتحموا حاجز رجال الشرطة ووصلوا إلي، وحملوني فوق أكتافهم وهم يهتفون ويهللون، واتجهوا فيما يشبه المظاهرة الضخمة نحو النهر.
مرت لحظات لا أعرف ماهيتها، فقد كنت أصرخ برعب شديد، وأعتقد أنني فقدت وعيي، وأنا فوق أكتافهم، لأنني لم أشعر بنفسي إلاعندما وجدت نفسي مرميا بمياه النهر.
                                   ياجدي..
أعتقد أن بركات جدي لازمتني بعد رميي في النهر، فأنا الذي أغرق في شبر ماء كما يقال، انتبهت على نفسي مع غياب الشمس محشورا بين أشجار الصفصاف على ضفة النهر في مكان بعيد عن البلدة، وقد نجحت بجر نفسي إلى الضفة مفرغا كميات المياه الكبيرة التي ابتلعتها، وبقيت لمدة ساعتين تقريبا مستلقيا غير مصدق أنني قد نجوت بعد أن جرتني مياه النهر كل هذه المسافة.
حمدت الله أن الليلة كانت مقمرة حيث استطعت تفقد حافظة نقودي وتجفيف ملابسي، ولا أذكر  أنني غفوت فقد كنت أفكر بكيفية الوصول إلى الطريق العام وركوب أول سيارة عابرة تنقلني إلى حلب، لذلك مع أول ضوء الصباح اتجهت إلى الطريق العام منتظرا بقلق سيارة ما متجهة إلى حلب، وما هي إلا دقائق حتى لاحت لي سيارة نقل ركاب قادمة من جهة البلدة خمنت أنها ذاهبة لحلب.
"- يا إلهي... ماذا لو عرفني أحد الركاب؟ عندها سيعيدوني للبلدة ثانية".
تساءلت بقلق وأنا أشير للسيارة كي تتوقف، وعندما صعدت إليها خبأت نصف وجهي بكفي متظاهرا بأنني أشكو من آلام ما في أسناني، وحشرت نفسي بسرعة في آخر مقعد حيث تملكتني رغبة عارمة للنوم.
"- يعني لم يجدوه حتى الآن؟".
سأل السائق الراكب الذي يجلس بجانبه مكملا حديثا سابقا بينهما، فرد الراكب بثقة:
"- ولن يجدوه مدير الناحية عنيد... لقد استدعى فرق غطس من إدلب بحثت طوال الليل عن جثة حفيد الدرويش... عبثا حاولنا إفهامه أن حفيد الدرويش لم يغرق، بل هو جالس في أعماق النهر وسيظهر متى أراد هو...".
"- نعم.. نعم.."
عقب راكب ثالث وتابع بتأكيد ورهبة:
"- جده الدرويش قبة كان يغطس في النهر ويختفي في أعماقه لمدة شهر ثم يظهر فجأة من نفس المكان الذي غطس فيه، والحفيد يحمل سر جده يا جماعة".
عندئذ لا أعرف لماذا  وكيف أطلقت ضحكة مدوية جعلت جميع الركاب ينتبهون إلي باستغراب، وما زلت أضحك حتى الآن وأنا أنادي: يا..جدي..