الخميس، 9 يناير 2014

الاعتراف بالتعمق العلمي للسيد عبد الرحمن الأزهري الهندي الملباري [1] بتحليل كتابه "العرب والعربية"

محمد شافع الوافي
بقلم محمد شافع الوافي/ الباحث في جامعة جواهرلال نهرو ــ نيودلهي
             منذ أن بدأت علاقات تجارية بين العرب وجنوب الهند، أصبحت اللغة العربية معروفة لدى أهل كيرلا إلى حد ما. وجرت فيما بينهم تبادلات ثقافية فكل من هاتين الجهتين أخذت وأعطت. فلما نزل الإسلام في هذه الأرض ازدادت هذه التبادلات الثقافية قوة ومتانة وحينما انتشرت تعاليم الاسلام في أنحاء العالم المختلفة بما فيها جنوب الهند وفتحت بابا جديدا لنبوع فروع العلم المتنوعة بدأت كيرلا تتأثر بهذه الحركات ومنذ ذلك الحين ظل علماء المسلمين في كيرلا يقدمون إسهامات بارزة في الدراسات العربية والاسلامية فقاموا بحركات علمية ودينية وألفوا مؤلفات وصنفوا مصنفات فلهم كتب ومقالات وأشعار في الدراسات العربية والإسلامية. وإلى الآن لم يزالوا يجيؤون ويقدمون إسهاماتهم وينتقلون إلى رحمة الله حتى تجاوز عددهم حد الإحصاء. والدراسات التي تناولتهم عجزت عن تغطية جميعهم وجميع اسهاماتهم. ومن هؤلاء العلماء الكبار القاضي أبو بكر بن رمضان الشالياتي[2] الذي تلقى الدروس الدينية واللغوية من قبل العلامة جلال الدين المحلي بالحجاز. ومنهم المخدوم زين الدين بن علي المعبري الذي قرأ على شيخ الاسلام زكريا الأنصاري في مكة المكرمة وعلى العلماء المصريين مثل الأستاذ عبد الرحمن العدمى. ومنهم  الدكتور محي الدين الآلوائي[3] الذي حصل على الشهادة العالية من جامعة الأزهر وتطول هذه السلسلة ......
               ومن هذه السلسلة القيمة الطويلة اخترت للتحدث عالما معاصرا حيا هو السيد عبد الرحمن الأزهري. بالرغم من أنه مشهور بين مسلمي كيرلا لم يجر بعد دراسة مقنعة عنه وعن اسهاماته في العلوم المختلفة. و يهمني هنا النظر الى تعمقه العلمي بتحليل كتابه "العرب والعربية"[4]
السيد عبد الرحمن الأزهري حياته وآثاره العلمية:
              ولد السيد عبد الرحمن الأزهري بمقاطعة مالابرم سنة ١٩٣٠م ونشأ في تربية والديه وتلقى التعاليم الدينية الابتدائية في قريته ثم قضى سنوات في الدروس المساجدية المختلفة ولما ظهر تمكنه ومقدرته في العلوم الإسلامية التحق بجامعة الباقيات الصالحات[5] بفيلور. وبعد تخرجه منها عمل مدرسا في جامع تلكدتور بترور ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند وتعلم فيها سنتين ثم وفقه الله لالتحاق بجامعة الأزهر فاشتغل فيها بجمع العلوم بمدة أربعة أعوام.
             ولما انتهت هذه الفترة من الدراسة العميقة عين محاضرا في جامعة سنوسي[6] في ليبيا ومدرسا في المدرسة التدريبية بنجد ثم عمل في خليصان بمكة إلى أن تقاعد وقد قضى معظم حياته في البلدان العربية وكان رائدا مشى في الأمام في الحركات العلمية والدينية التي شهدتها كيرلا في نهاية القرن العشرين ونراه وقت دراسته طالبا مجدا مجتهدا ضحى قوته وبراعته لجمع المعلومات والمعارف وللتعمق في العلوم. وأستاذه نفسه يقر به حيث يقول الأستاذ محمود النواوي (ر) "عرفت الأستاذ السيد عبد الرحمن الأزهري منذ كان طالبا بكلية الشريعة الاسلامية بالأزهر فرأيت فيه مثال الطالب الصادق الصالح المجد المقدر لأساتذته الحريص على الإفادة من تعليمهم وتوجيههم"[7]
              وقد تناول في أعماله موضوعات مختلفة مثل التصوف والأدب والنحو واللغة وكل كتاب من كتبه يعد مصدرا في ذلك المجال الذي عالج فيه وتدل كتاباته حقا على مهارته ودقته في بحث الأشياء وتحليلها ومن أهم كتبه ما يلي:
(١) العرب والعربية (٢) أبو نواس وحياته (٣) التصوف الاسلامي (٤) تاريخ النحو وتطوره   (٥) من نوابغ علماء مليبار
"العرب والعربية" :
              أحب أن أقتبس في باكورة كلامي عن هذا الكتاب كلام أستاذ مؤلفه فضيلة الشيخ محمد عبد المنعم خفاجي الذي كتب تقديما لهذا الكتاب فهو يقول "هذا الكتاب القيم والسفر النفيس "العرب والعربية" الذي ألفه العلامة الأستاذ سيد عبد الرحمن العيدروسي, العدني الأصل جدير بالحفاوة والتقدير والقراءة"[8] ويكفي لفهم أهمية هذا الكتاب أن نعرف أنه انضم إلى مقرر دبي التعليمي.
              نعم هذا الكتاب رحلة نفيسة أو ثمرة ناضجة لرحلة طويلة استغرقت عدة سنوات ولا تعد ولا تحصى الجهود التي بذلت في ورشته. وكل من يقرأ هذا الكتاب يقر بعظمته ويوقر مؤلفه. وأعتقد أنني لا أتجاوز في قولي اني كنت أدرك اعجابا واعجازا كلما قرأت فقرة وفقرة منه، لسعة ما فيها من معلومات ومعارف فلم أتفرغ من مطالعته تماما حتى وجدته كتابا كاملا مكتملا. والمؤلف بنفسه يعرب عن جهوده المستميتة التي أنفقها في بناء هذا الكتاب فيقول "فإني أقدم إلى قراء العربية عملي الذي عشت فيه وله عدة سنين يعلم الله كم قرأت فيها من كتب وكم لاقيت من صعاب حتى أخرجت هذه الصفحات التي سيحس قارؤها بمدى الجهد الذي بذلت فيها"[9]
               أما الدافع الذي دعاه الى تأليف هذا الكتاب فهو رغبته المخلصة في خدمة اللغة العربية فأراد أن يؤلف كتابا في تاريخ النحو وتطوره. فلما قام بجمع المواد لذلك تجمعت عنده معلومات كثيرة عن العرب واللغة العربية وعلومها فاستحسن كتابة رسالة عن العرب والعربية كمقدمة لكتابه في تاريخ النحو وتطوره بل تعمق في هذه المقدمة في تحليل الأشياء وتحقيقها وجعلها ثلاثة أقسام: الأول في الأمة العربية والثاني في اللغة العربية بين اللغات والثالث في أقسام الكلام العربي.
              وخلال قراءة هذا الكتاب نجد الكاتب الحادق يلعب أدوارا مختلفة كممثل قادر بل هو ينجح في كل دور يلعبه. أما في الباب الأول فنجده يسلك طريق المؤرخين وينتهج منهجهم بشكل حسن ويقوم بتحليل الأمة العربية تحليلا دقيقا فيولي إليه اهتمامه الخاص كأنه يجري عملية خطيرة ولا يقول شيئا الا أن يأتي بدليل يدعمه، ولا يمنعه شيء من الدخول في عمق الموضوع. ويتحدث عن كل أمر بتوضيح وتفصيل. وبينما نجد في كتب تاريخية أخرى إشارات وعبارات سطحية عن بعض الأمور, يشمل هذا الكتاب على البيان والتبيين عنها. وليس الكلام كلاما فارغا بل هو كلام تسانده وتؤيده أدلة كافية.
                 إن الأمة العربية إحدى الأمم التي تنسب الى سام بن نوح (ع) ويتحدث الكاتب عن شأن "كيف تنوعت العرب في أنحاء الجزيرة العربية"، بنطاق واسع. وفيما بعد هو يتصف بصفات العالم الجغرافي حيث يتحدث عن موقع العرب الجغرافي فموطن الأمة العربية الأصيلة هو جزيرة العرب المحدودة  من الغرب ببحر القلزم (البحر الأحمر ) ومن الجنوب ببحر الهند ومن الشرق ببحر الهند وخليج فارس (الخليج العربي ) ومن الشمال ببادية الشام والجزيرة وفلسطين وتنقسم جزيرة العرب إلى خمسة أقسام :اليمن والتهامة والحجاز ونجد والعروض.
              أما سر تسمية العرب فهو على ما قال بعضهم "نسبة إلى يعرب بن قحطان بعد تغيير يسير. وهناك أقوال أخرى مثلما قيل إن أولاد إسماعيل (ع) نشأوا "بعربة" من تهامة فنسبوا إلى بلدهم. وقد تناول المؤلف في بحثه عن أقسام العرب، كل قبيلة من قبائل العرب وقد اتضح من الوثائق التاريخية أنه كان لعرب اليمن من القحطانيين مدنية عريقة ومعرفة تامة بشؤون السياسة وكان لهم اتصال مستمر عن طريق المقايضات بأهل بلاد أخرى من الإفريقيين وغيرهم. ويتكلم في بعض السطور عن مخلفات العرب القدمى من المبانى المشهورة. وهي بجملتها تدل على ما كان للعرب من المعرفة التامة بفن العمارة وبالفنون الأخرى المعمارية. وقد ازدهر النشاط التجاري في عهد مملكتي سبأ وحمير وكانت قريش زعيمة في التبادل التجاري وكان لتجار قريش رحلتان مستمرتان: رحلة إلى الشمال في الصيف ورحلة إلى الجنوب في الشتاء. واختلاف العرب في الأديان يرجع إلى أنهم كانوا يخالطون الأمم بالتجارة والرحلة.
أخلاق العرب
               بالرغم من هذه كلها كانت لهم شمائل نبيلة لم تكن توجد لشعب آخر فقد عرفوا بالرجولة الكاملة وحب الفخر والوفاء بالوعد وبذل أنفسهم في الدفاع عن العرض وكان للضيف عندهم حرمة يحفظونها وللتجار عهد يوفون به والبدوي أشد من الخضري وكانوا يعتزون بالشجاعة ولذا اختاروا لأولادهم أسماء الحيوانات الضارية مثل الكلب والأسد تفاؤلا بأنه سيكون جريئا قويا وفيا.
              وكان العرب أحفظ الأمم وأوعاهم للقصائد والخطب. أما تسميتهم بأمة أمية فهي لكونهم لا يقرؤون ولا يكتبون ويمكن لنا أن نجد صورة تامة من مظاهر حياتهم بطريق شعرهم الجاهلي وهو مرآة صحيحة تنعكس فيها أخلاقهم وعاداتهم.
            وفي الباب الثاني "باب اللغة العربية بين اللغات", نحس بأننا نستمع إلى عالم لغوي كبير أو إلى عالم من علماء الصوتيات.
            إن اللغة العربية من اللغات السامية التي كان يتكلمها بنو سام بن نوح (ع) وهي اللغة العربية والسريانية والعبرانية والفينيقية والآشورية والبابلية والحبشية وما انحدر منها وقد أطلق عليها هذا الاسم العالم الألماني شلوتزر في أواخر القرن الثامن عشر. والكاتب السيد الأزهري يتحدث عن اللهجات العربية واختلافها وأسباب اختلافها. ويعد انتشار اللغة العربية في مناطق واسعة سببا لانفكاك وحدتها ويعرِّف اللغة نتيجة لبحثه "بأنها في الحقيقة ألفاظ موضوعة بازاء معان خاصة اذا ركب بعضها إلى بعض على الوجه من الوجوه المعينة أدت أغراض أهلها"[10] وان كل اللغة تتألف من ركنين هما ( ١ ) الألفاظ من حيث هي ( ٢) وجوه التراكيب أو أساليب التعبير. ويعبر الكاتب عن مظاهر اختلاف اللهجات الشمالية بالوضوح ويأتي بأسماء الكتب التي كتبت فيها ولما بدأ كلامه في اختلاف الإعراب وغيره وجدناه من أكابر النحويين وله في هذا الكتاب بيان واسع عن اللغات المذمومة أو اللهجات غير الفصيحة.
                وبيانه عن لغة قريش وأهميتها وأفضليتها ممتاز جدا. وقد وصل الجمهور إلى الرأي بأنه في القرن السادس الميلادي كان معظم سكان جزيرة العرب يتكلمون تقريبا لغة واحدة في كل مكان سوى ما كان لبعض القبائل من اللهجات التي قد يتناولها الأخرون أحيانا ويبين الكاتب السيد الأزهرى عوامل انتشار اللهجة القريشية وهي العامل الديني والعامل الاقتصادي والعامل السياسي.
               ومما أعجبني كثيرا كلامه في أثر الأسواق[11] في تهذيب اللغة العربية ولم ينه كلامه فيه بمجرد القول إن للأسواق أثرا كبيرا في تهذيب اللغة العربية بل بين الأمر بكل تفصيل وتوضيح. كانت للعرب أسواق عامة مشهورة يجتمع فيها العرب من كل صوب وحدب فهي تستمر طوال العام ينتقلون من بعضها إلى بعض. "ولم تكن هذه الأسواق مجرد محلات تعرض فيها منتجاتهم المادية فحسب بل كانت مع ذلك مجتمعات أدب يعرض فيها الأديب ما ابتكرته قريحته من بديع الأشعار وجيد النثر وكانت لهذه الأندية حرمتها فلا يدخلونها بالأسلحة إلا إذا جاهروا بها قبل ذلك"[12]. فاذا جاءت الوفود سلموا أسلحتهم لأهل السدانة وقد أتاحت هذه الأسواق فرصا لتثقيف العقول وتبادل المعلومات.
            ثم يوضح الكاتب حقيقة أن القرآن والحديث قد أثَر كثيرا في اللغة العربية وتطورها حيث تنوعت علوم اللغة بسببهما وكان لهما أعظم الأثر في توطيد اللغة وتثبيت دعائمها وتقوية سلطانها.
اللغة العربية في أطوارها المختلفة (ص 79)
           الطور الأول: ما وقع عند قدماء العرب - العاربة - فانهم كانوا مع لغاتهم ولهجاتهم يأخذون بعض الكلمات من اللغات الأخرى حسب حاجاتهم فتوسعت لغة العرب حيث توسعت حضارتهم وحين اتسعت معيشتهم.
          الطور الثاني: تبدأ فيه التحسينات والتغييرات من أبناء اسماعيل (ع) وأدخلوا في اللغة العربية ألفاظا من بقايا كلمات حفظوها عن أبيهم إسماعيل وأمه هاجر.
          الطور الثالث: يبتدئ هذا الدور من قريش الذين كانوا حماة للبيت الذي تقدسه العرب عامة.
          الطور الرابع: بلغت اللغة العربية في صدر الإسلام شأوا كبيرا وارتقت رقيا عظيما إلى طورها الأعلى فأثمرت بألوان مختلفة من الأساليب الشائقة والعبارات العذبة من الألفاظ الجزلة.
         وهو يقول: والحاصل أن هذا القدر من الكتب التي حفيت فيها أقلام العلماء مما كتبت فيما يتعلق بالقرآن من ناسخه ومنسوخه ومجازه والمتشابه من آياته وأمثاله وإعرابه وأسباب نزوله وغير ذلك يعد معجزة من معجزات التاريخ العلمي في الأرض ولم يتفق له في ذلك شبيه من أول الدنيا إلي اليوم – ولن يتفق.[13]
         وهو يؤكد من جديد أن نزول القرآن هو السبب الوحيد لحفظ اللغة العربية وذيوعها وانتشارها مدى أجيال متعاقبة وقرون متلاحقة مستمرة وهو الذي أتاح للعرب مكانة رفيعة يعتزون بها. ثم نجد الكاتب يتحدث عن عوامل توسيع اللغة العربية ومنها الترادف والمجاز والإشتقاق والتعريب. ويقوم ببيانها الكامل وخلال هذا البحث يعبر عن إسهامات علماء الهند في الدراسات العربية والإسلامية تأثرا بأنواع اللغة العربية الجديدة. ثم يبحث عن الحروف العربية وعن أساليب أدائها وعن مخارجها وترتيبها وغيرها مما يتعلق بأصالة الحروف العربية وصدارتها. وهذا البحث التحليلي يدل حقا على تعمقه في علم النطق وعلم الصوتيات للغة العربية.
 وللحروف العربية ثلاثة أقسام من الترتيب:
الأول: الترتيب الأبجدي "ا ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ"
والثاني الترتيب علي مخارج الحروف مبتدأة من الصدر منتهية إلى الشفتين وهو "ا و ي (حروف المد) ء ه ع ح غ خ ق ك ج ش ي ض ل ن ر ط د ت ص س ز ظ ذ ث ف ب م و". والثالث: ترتيب نصر بن عاصم ويحي بن يعمر العدواني في أيام الخليفة عبد الملك مروان وهو الذي جرى عليه العمل فيما بعد وهو "ا ب ت ج ح خ ........الخ ". والكاتب يبين تاريخ هذه التغييرات.
            أما الباب الثالث فهو ينحصر في أقسام الكلام العربي من النثر والشعر ولكنه لا يتحدث فيه عن فنون نثرية مستحدثة مثل المقالة والقصة والمسرحية وكلامه في الشعر مفيد جدا وهو يشتمل على بحوث مختلفة مثل منزلة الشعر عند العرب, والشعر المنثور والمرسل ومجمع البحور والشعر الحر وأقسام الشعر العربي ونشأة الشعر العربي وأوزانه وخصائص الشعر العربي وطبيعته والشعر في نظر الإسلام ومصادر الشعر العربي. أما بحثه "الشعر في نظر الإسلام"[14] فهو ممتاز جدا يلزم لكل طالب من طلاب اللغة العربية الاطلاع عليه
            وفي خاتمة هذا الكتاب يعرب الكاتب السيد عبد الرحمن الأزهري عن إخلاصه في كتابة هذا الكتاب الثمين الذي لا مثال له وهو يختتم كلامه[15] بما قاله أبو منصور الثعالبي في كتابه "سر الأدب في مجرى كلام العرب" "ان من أحب الله أحب رسوله المصطفى (صلعم) ومن أحب الرسول أحب العرب ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العرب والعجم ومن أحب اللغة العربية عفي بها وثابر عليها وصرف همه اليها"
          ومما لا يمسه شك ولا ريب أن هذا الكاتب الكبير قد استفاد كثيرا في سنواته التي قضاها في الدول العربية وأن هذا الكتاب ثمرة ناضجة لعملاق المجهود وأنه يبقى وسيبقى للباحثين والعلماء مصدرا صادقا في الموضوعات التي تناولها.



الهوامش
هذه المقالة قد نشرت في المجلة ثقافة الهند ـ نيودلهي   
[1] عالم كبير من علماء كيرلا الأحياء وهو في شيخوخته
[2] تلقى مبادئ العلوم على والده القاضي زين رمضان الشالياتي ثم سافر إلى الحجاز للحصول على العلوم الإسلامية والمعلومات اللغوية وأخذ العلوم من الإمام العلامة المحقق جلال الدين المحلي المصري وغيره، وقد خلف خزانة علمية للأمة المتأخرة حيث أنجب تدريسه كوكبة من العلماء البارعين علما وثقافة وقرض لسانه أشعارا مليئة بالأفكار. ومن أعماله البارزة: الوردة الذكية في تخميس البردة الزكية، راحة الفؤاد في تخميس "بانت سعاد" ومولد في مدح خير البرية
[3] وقد ترك جما غفيرا من المؤلفات، ومن أهمها: الدعوة الإسلامية وتطوراتها في شبه القارة الهندية، الثقافة العربية في شبه القارة الهندية، أعلام الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية، الأدب الهندي المعاصر، قضية فلسطين، وكيف انتشر الإسلام في الهند. وقد ترجم كتبا عربية كما ترجم كتبا مليالمية الى العربية مثل ترجمته لرواية تاكازي "شامين"
[4] تم نشره في عام 1964 من قبل الناشر المصري – مطبعة دار التأليف
[5] تقع هذه الجامعة في مدينة فيلور من ولاية تاميل نادو، وقد أسسها الشيخ عبد الوهاب حضرت سنة 1855م وهي من أقدم الكليات الإسلامية في جنوب الهند وقد تخرج منه آلاف من الطلاب الهنود
[6] وضع حجر تأسيسها في فبراير من عام 1957
[7] السيد عبد الرحمن الأزهري، العرب والعربية، مقدمة ص "ط"
[8]  السيد عبد الرحمن الأزهري، العرب والعربية، تقديم ص "ز"
[9]  السيد عبد الرحمن الأزهري، العرب والعربية، مقدمة ص "يج"
[10] السيد عبد الرحمن الأزهري، العرب والعربية، ص 48
[11] المصدر السابق، ص 69
[12] المصدر السابق، ص 71
[13] المصدر السابق، ص 91
[14] المصدر السابق، ص 182
[15] المصدر السابق، ص 203


المصادر والمراجع:
أحمد إدريس، الأدب العربي في شبه القارة الهندية، الدراسات والبحوث الإنساننية والاجتماعية، باكستان، الطبعة الأولى 1998
د. أشفاق أحمد الندوي، مساهمات الهند في النثر العربي خلال القرن العشرين، دلهي 2003
جمال الدين الفاروقي، أعلام الأدب العربي في الهند، مكتبة الهدى، كالكوت 2008
السيد عبد الرحمن السيد محمد العيدروسي، العرب والعربية، مطبعة دار التأليف، مصر 1964
محمد مجددي ومحمد إسماعيل الفاروقي، العربية وآدابها، منشورات صحارى، كالكوت 2010

ويران محي الدين الفاروقي، الشعر العربي في كيرلا مبدؤه وتطوره، عربنت (Arab Net) كالكوت 2003

1 comments:

أزال المؤلف هذا التعليق.

إرسال تعليق