السبت، 25 يناير 2014

قصيدة يا قارئ القرآن لعبد الرحمن صالح العشماوي

يا قارئ القرآن
"إبحار في نهر الضياء"
وقفت حروفي عند باب نشيدي
 

والشوق يركض في مجال وريدي

و الريشة الخضراء تهتف في يدي
 

هيّا ابدئي يا ريشتي و أعيدي
 

هيّا اركضي عبر السطور و غسلي
 

بالحب وجه خيالي الموءود

هيّا اكتبي إن الحروف مشوقة


هيّا اشربي من منبع التوحيد

يا ريشة القلم الأصيل تأملي
 

نهر الضياء يشق صدر البيد

هذي ينابيع الكتاب تدفقت
 

تجري بنور في الحياة جديد

هذي هي الأمجاد تكمل حملها


فاستبشري بسلامة المولود

يا ريشة القلم الأصيل تدفقي
 

نهرا من الشعر الأصيل و زيدي

قولي معي للقارئ الفذ الذي
 

يتلو، فيشعرني بعز وجودي

يتلو، فيفتح ألف باب للتقى
 

و  يفك عن نفسي أشد قيودي

يا قارئ القرآن داو قلوبنا


بتلاوة تزدان بالتجويد

اقرأ، فأمتنا ترقع ثوبها
 

بالوهم، تخفض رأسها ليهود!

اقرأ، فأمتنا تعيش على الربا


تنسى عقاب الخالق المعبود!

اقرأ، لينجلي الظلام عن الرُبى
 

و ليسمع الغافي زواجر "هود"!

اقرأ، لينجلي القتام عن الذي
 

أمسى أسير تخاذل و صدود!



اقرأ، ليرجع من بني الإسلام من
 

أصغى مسامعه إلى التلمود!

اقرأ، لعل الله يوقظ غافلا


من قومنا، ويلين قلب عنيد!

اقرأ، ليرجع ظالم عن ظلمه
 

و يقر بالإيمان كل جحود!

اقرأ ليسكت مطرب مترنح
 

قتل الحياء على رنين العود!

ذبحوا مشاعرنا بكل قصيدة


مسكونة بخيال كل بليد!

إبليس باركهم و سار أمامهم


متباهيا بلوائه المعقود!

اقرأ، ليهدأ قلب كل مروع
 

من قومنا، و فؤاد كل شريد!

اقرأ، ليسمع كل من في سمعه
 

وقر، من الأقصى إلى مدريد!

اقرأ، لتفهم أمتي معنى الهدى
 

معنى بلوغ مقامها المحمود!


اقرأ، ليخرج جيلنا الحر الذي
 

يبني جوانب صرحنا المهدود!

بالدين، بالقرآن، لا بثقافة
 

غربية، أو مبدإ مردود!

يا قارئ القرآن، إن قلوبنا
 

عطشى إلى حوض الهدى المورود
 
شنّف مسامعنا بآيات الهدى
 

و افتح منافذ دربنا المسدود

و أقم من الإخلاص قصرا شامخا


يدني إلى عينيك كل بعيد
 
كم قارئ في الناس يحمد ذكره


و يكون عند الله غير حميد!!

كم فارس في الحرب نال شهادة
 

و يكون عند الله غير شهيد!!

كم عالم في الناس سدّد رأيه
 

و يكون عند الله غير سديد!!

يا قارئ القرآن لا تركن إلى
 

مدح العباد، و منطق التمجيد

قل للذين تنكبوا درب الهدى
 

جهرا، ولم يستمسكوا بعهود

قل للطغاة و من مشى في ركبهم
 

من طامع، و منافق، و مريد:
 
إن الذي منع الحرام هو الذي
 

شرع الحلال لنا، و كل مفيد

هذا هو القرآن دستور الهدى
 

فيه الصلاح لطارف و تليد

قرآننا جسر النجاة لنا بما
 

يحويه من وعد لنا و وعيد

أفتؤمنون ببعضه، و ببعضه
 

تتهاونون، أذاك فعل رشيد؟!

1 comments:

Can we get the sharah of this baith

إرسال تعليق