الأحد، 2 نوفمبر 2014

دور المتعلم في تنشيط الأمة


بقلم محمد علي الوافي/ الباحث في مركز الدراسات العربية والإفريقة ـ جامعة جواهرلال نهرو بنيودلهي.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين، أحييكم جميعا بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه الجلسة المباركة يحلو لي أن أتقدم إلى سعادتكم بكلمات قلائل حول العنوان اللافت ــ دور المتعلم في تنشيط الأمة ــ
إخوتي وأساتذتي، لا حاضر لأمة تجهل ماضيها ولا مستقبل لأمة تنسى فضائلها، وإن طلبة العلم وتلامذته هم أمل الأمة في حاضرها ومستقبلها، وهم صُناع حضارتها وثقافتها تنعقد عليهم ـ بعد الله عز وجل ـ الآمالُ في النهوض بأمتنا المنكوبة المجروحة، ولن يتحققَ لهم الارتقاء والازدهار إلا إذا أخذوا بأسباب الرقي في تحصيل العلم النافع وتطبيقه عملياً في الحياة ونقله من حيز التجريد إلى أرض الواقع، لأنا نعيش في عالم يُوصف بأنه عصر الانفجار الثقافي، وفي عالم تتدهور فيه الفضائل والخيرات، لذلك ينبغي أن نسلك كل مسلك بطلبتنا وتلامذتنا نحو العلم والمعرفة لتتجه الأمة نحو الازدهار والارتقاء.
وها هوذا نبي هذه الأمة بنظرته الفاحصة وحكمته البالغة وضع التلامذة رياحين الأمة وأملها منذ اللحظة الأولى فى موضعهم اللائق بهم ليكونوا العاملَ الرئيسيَّ في بناء كيان الإسلام وتبليغ دعوته ونشر نوره في بقاع العالم، بل قضى عليه الصلاة والسلام معظمَ أوقاته في تهذيب أخلاقهم وشحذ هِمَمِهم وتوجيه طاقاتهم وإعدادهم لتحمّل المسئولية في قيادة الأمة.
إخوتي وأساتذتي، وليس من الخفي علينا أن مبدأ التنزيل السماوي على النبي العدناني كان بالأمر على القرائة، لأن الطلبة الذي يحسن القرائة والكتابة هم عماد أي أمة من الأمم، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وهم حماة العقيدة والمدافعون عن حياضها، فهؤلاء بما يتمتعون به من قوة عقلية وبدنية ونفسية يحملون لواء الدفاع عن الأمة، وترى الأمة في هؤلاء الطلبة قيادتها وسيادتها نحو التقدم والارتقاء، دينيا وماديا، سياسيا واجتماعيا، حضاريا وثقافيا.
إخوتي وأساتذتي، هذه هي كلمتي الأخيرة، إن الأمة ترجو وتحتاج إلى من يستيقظها ويشحذ همتها، ويذكر مجدها وسؤددها وتاريخها، لأنها أمة اشتهرت في المشارق والمغارب، ودانت لها الجبابرة، وخفقت راياتها فوق رؤوس قصور القياصرة والأكاسرة. فهل آن الأوان لطلبة اليوم أن يسمع آهات الأمة وتوجعاتها حتى يقود الأمةَ إلى قرطبها وبغدادها.  وهذا هو دور الطلبة أن يكونوا أدلاء الأمة، لأن الأمة ضل عن الطريق إلى دمشقها وبغدادها وقرطبها.... ونحن طلبة ووفاة، والله يوفقنا وهو مولانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

0 comments:

إرسال تعليق