السبت، 5 سبتمبر 2015

وداعا... أبا الصاروخ

كثير، هم الذين قد نسمع عنهم في حياتنا، ولكن قليل منهم يَخلدون في أعماق الذاكرة  ويتركون في النفوس أثرا لا تمحوه ألات النسيان، فما أصعب لحضات الوداع وما أقساها، خاصة لمن بالعظمة نُقدّرهم وبالخير نذكرهم وبالإخلاص نحبهم.
كان بإمكان الرئيس عبد الكلام أن يكون ثريا ومطمئنا كثيرا لرصيده المادي في الحياة، لكنه قرر أن يهدم كثيرا من الأمور من أعاليها إلى أسافلها، ولا يهم ماذا يترتب على ذلك. ووصيته خير دليل على أخلاقيته في العمل، "إن كنتم تحبونني حقا، فأدوا واجباتكم كما ينبغي أو أكثر مما ينبغي." وللأسف، وقال في وصيته ما قال، وما كان الامتثال كما قال.....!!!
وقد منح الرئيس السابق للشباب الهندي من وقته وجهده وتجاربه وخبراته الكثير في سبل الأحلام، وغرس القيم الفاضلة في قلوبهم، فكم قرر على أسماعهم أن للنجاح مهرا، وللقمة ثمنا... فكم أخطؤوا وقصروا وأهملوا...!!
فمعظم المهن يتقاعد أصحابها ويطويهم النسيان حتى لا يبقي لهم أثرا، إلا المخلص المتفاني في عمله، ففضل رئيسنا السابق ممتد عبر الأجيال، وذكره باق عبر الأزمان، لا تمحى بصمتهم ولا تنسى محبتهم
جمجمته التي عاشت تحت هندسة الصاروخ وفلسفته كانت بكل وضوحها اختزنت خليطا من التفاصيل التي لا تستطيع جمجمة أخرى أن تجمعها، جمجمة حلمت إلى مستقبل زاهر بحاضرها الفعال.
وداعا... يا أبا الصواريخ، فقد كنت للبلاد أبا حنونا وأما عطوفا، لقد زرعت في قلوبنا بذور التضحية، وقدتنا إلى مرتع الأحلام...

1 comments:

إرسال تعليق