الاثنين، 7 سبتمبر 2015

لا تحزن إن الله معنا

بقلم الأخ محمد علي الوافي،
الباحث، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهرلال نهرو، نيودلهني.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد
أساتذتي وأحبتي، أحييكم جميعا بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه الجلسة العطرة، يحلو لي أن أتقدم إلى سعادتكم بكلمات قلائل حول العنوان اللافت ‘لا تحزن إن الله معنا’
أساتذتي وأحبتي، هيا نروح إلى صفحات التاريخ من جديد، كي نرى نبيَّ هذه الأمة وصديقَها قدآوَا بعقيدتهما إلى غار الثور، والأعداء على بُعدِ الأمتار، والصديق يخاف ويرتعد ويحزن ويرتعش ليس بسبب خوف متجذِّر في نفسه؛ بل من أجل الخوف على مصير دينه وعقيدته، ومن أجل الخوف على رسوله وفلذة كبده، وهنا تتفجر أنهار العظَمة، وتتفتق أنوار اليقين، ينطق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه المحنة التي تعجز الكلمات عن وصفها والإتيان بحقيقتها، ويقدم له قاعدة لا يجوز لمن يعيش في ظلها أن يتسرب الحزنُ إلى قلبه، فيقول نبي الأمة وأمين الرسالة صلى الله عليه وسلم  {لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا}.
أساتذتي وأحبتي، إن الحزن أمر طبيعي في الإنسان، والحزن يصيب المسلم كما يصيب الكافر، وقد حزِن سيدنا يعقوب لفراق ابنه يوسف عليهما السلام، وقد حزن أفضل الخلق وأقواهم وأشجعهم حيث قال، إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.
أساتذتي وأحبتي، وما هو منبعُ آلامنا ومصدرُ أحزاننا؟ ونحن الأمة ما نُفيق من ألم صفعةٍ إلا تتبعها أخرى، من الاعتداء على فلسطين، إلى مذابح بورما، وهدم المساجد في الهند، وآلام وويلات وآهات ومصيبات في دمشق وبغداد، حتَّى بلغْنا من الذُّلِّ أن ذُبحنا ذبح الشِّياه في فلسطن والشام والعراق، ولا ندري أين يكون الجُرْحُ القادم.... أطفالٌ يتامى.. نساءٌ أرامل.. فتياتٌ يحملن في أحشائهنَّ أبناءَ المعتدين، إلى متى يستمرُ حالُ الأمَّة هكذا؟! صار المسلم الآن لا ينتظر إذا أصبح إلا خبرًا مبكيًا، ونبأ موجعا وتقريرا مؤلما.
أساتذتي وأحبتي، وهذه هي كلمتي الأخيرة، إن الله يكون معنا مهما تمسكنا بمادئ الدين وقواعد العقيدة، وما يتم نعيم هذه أمة حتى تقول في الجنة" الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن" ثقوا بأنفسكم وصالحوا مع الله والحزن يبعد، والله يقرب، لا تحزن إن الله معنا، أشكركم على حسن استماعكم وآخر دعوتي أن الحمد لله رب العالمين.

0 comments:

إرسال تعليق