الأحد، 2 فبراير 2014

كيف وقع مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بالمدينة...؟ وفيها جماعة من الصحابة من الأنصار وغيرهم...!

بقلم الأخ محمد علي الوافي/ الباحث: مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جوهرلال نهرو ـــ نيودلهي

وكان رجلا ذا مال في الجاهلية والإسلام، عرك أذن خادم له من العبيد، فرأى أنه أوجعه، فأعطى أذنه هو للعبد قائلا: اقتصّ لنفسك... فخجل الخادم..! ولكن ألح عثمان رضي الله عنه لأنه يخشى يوم الحساب...
سنة خمس وثلاثون فيها مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
وكان السبب في ذلك أن عمرو بن العاص رضي الله عنه، حين عزله عثمان رضي الله عنه عن مصر، ولى عيها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وجعل عمروبن العاص رضي الله عنه يؤلب الناس على عثمان رضي الله عنه. وكان بمصر جماعة يبغضون عثمان رضي الله عنه ويتكلمون فيه بكلام قبيح...
ونشأ بمصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حرب عثمان رضي الله عنه والإنكار عليه... وكان عظم ذلك مسندا إلى محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة رضي الله عنهم...
ويقال إن أهل مصر كانوا قد سألوا من عثمان رضي الله عنه أن يعزل عنهم إبن أبي سرح، ويولي محمد بن أبي بكر، فأجابهم إلى ذلك... فلما وجدوا ذلك البريد ومعه الكتاب بقتل محمد بن أبي بكر وآخرين معه (وذلك الكتاب من عند عبد الله بن سبأ اليهودي) فرجعوا واتهموا خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حنقوا عليه حنقا شديدا.. وطافوا بالكتاب على الناس...
وذكر سيف بن عمر أن سبب تأليب الأحزاب على عثمان رضي الله عنه أن رجلا يقال له عبد الله بن سبأ، كان يهوديا يظهر الإسلام، فأوحى إلى طائفة من الناس كلاما اخترعه من عند نفسه... لعنه الله
وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن حاطب" بينما أنا أنظر إلى عثمان رضي الله عنه على عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب عليها وأبوبكر وعمر، فقال له جهجاه ’قم يا نعثل... وانزل من هذا المنبر‘ وأخذ العصى فكسرها على ركبته اليمنى، فدخلت شظية منها فيها، فبقى الجرح، حتى أصابته الأكلة... فرأيتها تدود... ولما وقع ما وقع يوم الجمعة، وشج أمير المؤمنين، عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو في رأس المنبر، وسقط مغشيا عليه...
وقد استمر الحصر أكثر من شهر... وقيل أربعين يوما. وقال رضي الله عنه لرقيقه: من أغمد سيفه فهو حر، فبرد القتال من داخل وحمى من خارج.... وجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا، فأخذ بلحيتيه، فعال بها حتى سمعت وقع أضراسه، فقال عثمان رضي الله عنه، أرسل لحيتي يا ابن أخي، ومهلا يا ابن أخي، فوالله لقد أخذت مأخذا ما كان أبوك ليأخذ به... أو يا ابن أخي ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي... فتركه وانصرف مستحييا نادما...
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان اسم الذي قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، أسود بن حمران ــ لعنه الله ـــ أو اسمه سودان بن حمران المرادي.. وأما عمرو بن الحمق، فوثب على عثمان رضي الله عنه، فجلس على صدره... وثبت من غير وجه، أن أول قطرة من دمه سقطت على قوله تعالى ، فسيكفيكهم الله، وهو السميع العليم (البقرة 137)
تقدم سودان بن حمران لعنه الله بالسيف، فمانعته نائلة بنت الفراصفة الكلبية، زوجة الخليفة رضي الله عنهما، فقطع الملعون أصابعها فولت، فضرب عجيزتها بيده، ثم قال: إنها لكبيرة العجيزة....! وضرب الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقتله، وجاء غلام عثمان رضي الله عنه فضرب سودان فقتله، فضرب الغلام رجل يقال له قنيرة، فقتله....
وذكر ابن جرير، أنهم أرادوا حزّ رأسه بعد قتله، فصاحت النساء فضربن وجوههن، فيهن إمرآته نائلة الكلبية، وأم البنين، وبناته رضي الله عنهن. فقال ابن عديس: اتركوه، فتركوه... ثم مال هؤلاء الفجرة على ما في البيت فنهبوه، وفذلك أنه نادى مناد منهم " أيحل لنا دمه، ولا يحل لنا ماله.....؟" وقيل: قتله كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي... وفيه قال القائل
          ألا إن خير الناس بعد ثلاثة          قتيل التجيبي الذي جاء من مصر
وقال أبو مسلم الخولاني حين رأى الوفد الذي قدموا من قتله، "أما مررتم ببلاد ثمود...؟" قالوا : نعم  فقال: فأشهد أنكم مثلهم... لخليفة الله أكرم عليه من ناقته...
ولقد أحسن بعض السلف إذ يقول، وقد سئل عن عثمان رضي الله عنه: "هو أمير البررة... وقتيل الفجرة... مخذول من خذله... منصور من نصره..."
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه في مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه:
           قتلتم ولي الله في دار قومه        وجئتم بأمر جائر غير مهتد
           فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا      على قتل عثمان الرشيد المسدد     
كيف وقع مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بالمدينة...؟ وفيها جماعة الصحابة من الأنصار وغيرهم...!
والجواب: لم يكن الصحابة يظنون أن الأمر يبلغ إلى قتله...! وقد سبق بيان ما كان الغوغاء يتبعونه من أساليب الخداع والتمويه... وكان سعد بن أبي وقاص يردد قوله معتذرا " لم أكن أظن الناس يجترئون هذا الجرأة، ويطلبون دمه". أقسم عثمان بن عفان رضي الله عنه على الصحابة الذين أرادوا الدفاع عنه، أن يكفوا أيديهم...وكذا إن الخوارج على عثمان رضي الله عنه اغتنموا غيبة كثير من أهل المدينة في الحج، وفي الآفاق وفي الجيوش... إن هؤلاء الخوارج كانوا قريبا من ألفي مقاتل، وربما لم يكن في أهل المدينة آنذاك هذا العدد من الصحابة وأهل الخير...





0 comments:

إرسال تعليق