الأحد، 2 فبراير 2014

صداق سجاح بنت الحارث


كانت بنو تميم قد اختلفت آراءهم أيام الردة... إذ أقبلت عليهم سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من الجزيرة... وقد ادّعت النبوة، ولما مرت ببلاد بني تميم دعتهم، إلى أمرها... فاستجاب لها عامتهم...!
وقال عطارد بن حجاب فيها:
                    أمست نبيتنا أنثى نطيف بها           وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا

وقد كان مسيلمة الكذاب لعنه الله ، شرع لمن اتبعه أن الأعزب يتزوج فإذا ولد له ذكر فيحرم عليه النساء حينئذ إلا أن يموت ذلك الولد الذكر  فتحلّ له النساء حتى يولد له ذكرا...

ويقال إنه لما خلا بسجاح سألها: "ماذا يوحى إليها؟ فقالت: وهل يكون النساء يبتدئن...؟ بل أنت ماذا أوحي إليك...؟ فقال: "ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحثا،" قالت: وماذا...؟ فقال: إن الله خلق للنساء أفراجا، وجعل الرجال لهن أزواجا، فنولج فيهن قعسا إيلاجا، ثم نخرجها إذا نشاء إخراجا، فينتجن لنا نحالا إنتاجا...!

فقالت: أشهد أنك نبي... فقال لها: "هل لك أن أتزوجك و آكل بقومي وقومك العرب؟" قالت: نعم... ثم أقامت عنده ثلاثة أيام، ثم رجعت إلى قومها فقالوا: ما أصدقك...؟ فقالت: لم يصدقني شيئا...! فقالوا قبيح على مثلك، أن تتزوج بغير صداق، فبعثت إليه تسأله صداقا.... فقال أرسلي إلي مؤذنك... فبعثته إليه، وهو شبت بن ربعي ـ فقال: "ناد في قومك، إن مسيلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد..." فكان هذا صداقها عليه ـــ لعنه الله الكذاب.

ثم رجعت حينما أحست بمجيء خالد بن الوليد رضي الله عنه، فأقامت في قومها بني تغلب إلى زمان معاوية فأجلاهم منها عام الجماعة.
                                      ×××

0 comments:

إرسال تعليق