الأربعاء، 26 فبراير 2014

أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم


بقلم الأخ محمد علي الوافي 
الباحث/ مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جوهرلال نهروـ نيودلهي



قال حسان بن ثابت الأنصاري شاعر الرسول في الأنصار:
            سمّاهم الله أنصارا بنصرهم         دين الهدى وعوان الحرب تستعر
والأنصار المراد بهذا اللفظ: الأوس والخزرج. سمّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بهذا ، فصار اللفظ علما عليهم وعلى أولادهم.
وقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"
وقد تمّت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لقاءات، أوّلها تمّ بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة....
وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم مصعب بن عمير العبدري رضي الله عنه.
العقبة الأولى: إثنا عشر رجلا، عشرة من الخزرج وإثنان من الأوس.
العقبة الآخيرة: شهدها من الأوس أحد عشر رجلا، ومن الخزرج ثلاثة وسبعون رجلا وإمرأتان، والمرأتان هما 1) من بني مازن  بن النجار: نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة رضي الله عنهما. 2) من بني سلمة: أم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي.
وكان مقامه صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب الأنصاري سعة أشهر.
وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين، وكان أخو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه سعيد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه الذي قال: "أقاسمك مالي وإحدى زوجاتي"
الأنصار في غزوة البدر الكبرى: وكان عدد المهاجرين في غزوة البدر الكبرى أربعة وسبعين، وسائرهم من الأنصار... وكان عددهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة رجل وخمسة نفر، وثمانية تخلفوا لعل خمسة منهم من الأنصار.
وقدّم النبي صلى الله عليه وسلم أمامه عينين من الأنصار: وهما يبس بن عمرو، وعديّ بن أبي رغباء... وكان لواء الخزرج مع الحباب بن منذر، ولواء الأوس مع سعبد بن معاذ رضي الله عنهم. واستشهد من المسلمين يوم بدر أربعة عشر رجلا منهم ثمانية من الأنصار رضي الله عنهم.
وقال أبو عزيزة ـ أخو مصعب بن عمير، وكان أحد الأسى من كفار مكة ـ :"كانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا النمر لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فأستحي فأردها على أحدهم فيردها عليّ ما يمسها"
وفي بدر قام خطيب الأنصار فقال: "يا رسول الله  سِر إذا شئت، وأنزل حيث شئت، وحارب من شئت، وسالم من شئت، فوالذي بعثك بالحق لو ضربت أكابدها حتى تبلغ برك الغماد من ذي يمن تبعناك ما تخلف عنك منا أحد..."
الأنصار في معركة أحد سنة 3 ه 624 م
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقه المشركون، قال : "من يردّهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة" فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه أيضا، فقال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة... فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة...! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا" تنويها بفضل ثباتهم وشدة إقدامهم... عن قتادة رضي الله عنه قال: "ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أغر يوم القيامة من الأنصار" وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قتل من الأنصار يوم أحد سبعون (ابن حجر ـ فتح الباري في كتاب المغازي)
                                              ×××
صارت جويرية رضي الله عنها في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري ، ثم صارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم أبوها سيد بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار رضي الله عنه.
وقد قيل: كان على حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ثلاثة من الأنصار، 1 أوس بن حولى 2 عباد بن بشر 3 محمد بن مسلمة رضي الله عنهم. ولم يتخلف أحد عن بيعة الرضوان إلا الجد بن قيس من بني سلمة...
وقال ابن هشام: ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة قام على الصفا يدعو الله وقد أحدقت به الأنصار، فقالوا فيما بينهم: أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم فيها...؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "معاذ الله..! المحيا محياكم والممات مماتكم..."
وقد كان بشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بهزيمة هوازن ونصر المسلمين نهيك بن أوس الأشهلي ... في حنين
وقد تخلف من الأنصار عن غزوة تبوك كسلا وتهاونا ثلاثة
كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري
مرارة بن الربيع الأنصاري
هلال بن أمية بن إمرئ القيس الأنصاري
وقد نم كل واحد منهم على تخلفه عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يحتاج إلى عدّة عظيمة، في تبوك، وقد أحسن توبتهم وقبل الله منهم، والقصة مشهورة لا تحتاج إلى السرد الطويل.
نحن الذين بايعوا محمدا            على الجهاد ما بقينا أبدا
عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه في مؤتة: "يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون: الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوّة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلى بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما إحدى الحسنين.." وممن ذكر من الأنصار في موقعة مؤتة ثابت بن أقرم العجلاني الأنصاري الذي سلم الراية لخالد بن الوليد بعد استشهاد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه...
ومن شواهد حبه صلى الله عليه وسلم للأنصار
قوله لهم: " أنتم أحب الناس إليّ"
وعن معاذ بن جبل الأنصاري قال: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديّ يوما ثم قال: يا معاذ، والله إني أحبك، فقلت له بأبي وأمي يا رسول الله وأنا والله إني لأحبك"
عن أنس بن مالك الأنصاري قال: مرّ أبوبكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم منّا... فدخل أبوبكر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعصب رأسه بحاشية برد، قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فأقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"
وقال صلى الله عليه وسلم في أخر خطبة خطبها: يا معشر المهاجرين، إنكم أصبحتم تزيدون والأنصار قد انتهوا... وإنهم عيبتي التي آويت إليها... فأكرموا محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"
وقال البراء رضي الله عنه: "سمعت رسوالله صلى الله عليه وسلم يقول في الأنصار: لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله عزوجل... (النسائي)
فهذه الشهادات النبوية، ما هي إلا أوسمة تزين صدور الأنصار.... رضي الله عنهم
موقف الأنصار في السقيفة
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فتداولوا أمر الخلافة، فعلم المهاجرون بذلك، فجاءهم أبوبكر وعمر وأبوعبيدة رضي الله عنهم... وأدلى كل واحد بما لديه من حجج وأدلة في شأن الخلافة، فتبين أن الأنصار لم يكن لديهم أجماع في ذلك منذ البداية.. وكان حججهم على ضربين...
أحدهما، الدعوة لبيعة سعد بن عبادة الساعدي والثاني أن الخليفة من قريش، وأن الأنصار أنصاره كما كانوا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رجل من الأنصار: "يا معشر الأنصار، ما عبد الله علانية إلا في بلادكم، ولا اجتمعت الصلاة إلا في مساجدكم، ولا دانت العرب بالإيمان إلا بأسيافكم، فأنتم أحق الناس بالأمر" ومن الأقوال " يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اسمتعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منّا... ونرى أن يلي هذا الأمر رجلان.. ومنهم من قال "فإن أبى هؤلاء ما نقول، فمنا أمير ومنهم أمير..." ومن الأقوال: "وأنتم يا معشر الأنصار، إن قدّمتم قريشا على أنفسكم يتقدمونكم إلى يوم القيامة" وقال عويمر بن ساعدة العمري الأوسي" إن الخلافة لا تكون إلا لأهل النبوة فاجعلوها حيث جعل الله عزوجلّ...."

0 comments:

إرسال تعليق